تصاعدت الأزمة، أمس، في محافظة عدن، بين قوات الأمن الخاصة "الأمن المركزي سابقاً"، وجهات مسلحة وعسكرية موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد رفض قائد قوات الأمن الخاصة العميد عبد الحفاظ السقاف، قراراً بإقالته من منصبه، مطالباً بتبريرات للقرار الصادر من الرئيس هادي، والقاضي بتعيين ثابت جواس بديلاً عنه. و نقلت يومية "الأولى" عن مصادر محلية بمدينة عدن، مساء أمس، أن جنوداً يتبعون قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، قاموا، أمس السبت، بقطع الطريق الذي يربط مديريتي خور مكسر والشيخ عثمان، عند منطقة العريش التي يوجد فيها معسكر قوات الأمن الخاصة. و قالت المصادر إن جنوداً معززين بأطقم أمنية تابعة لقوات الأمن الخاصة، قاموا، مغرب أمس، بقطع الطريق العام المؤدي إلى مدينة الشيخ عثمان، ما أثار الخوف بين أوساط سكان منطقة العريش، الذين بدأ بعضهم بالنزوح من منازلهم، تخوفاً من تفجر الوضع بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي، وهذه القوات. و نقلت الصحيفة، عن مصادر محلية أنه حتى مساء أمس، لم تتم عملية دور تسليم قيادة قوات الأمن الخاصة، وبين قائدها السابق العميد عبد الحافظ السقاف، وخلفه العميد ثابت جواس، وأن محاولات لجنة الوساطة في هذا الأمر على ما يبدو فشلت في الوصول إلى حلول لإنهاء رفض السقاف تسليم مهامه لجواس. كما نقلت الصحيفة، عن شهود عيان بمنطقة العريش التابعة لمديرية خور مكسر، إن قوة تابعة لقوات الأمن الخاصة قطعت الطريق، مساء أمس، فيما توقفت حركة المركبات تماماً في الطريق العام الذي يربط مديرية خور مكسر بمدينة الشيخ عثمان. و قال سكان محليون إن عدداً من الاسر بدأت بالنزوح من منازلها الكائنة بمنطقة العريش القريبة من معسكر قوات الأمن الخاصة بمنطقة الصولبان في العريش، إلى أماكن آمنة، تخوفاً من اندلاع مواجهات مسلحة. و نقلت الصحيفة عن شهود عيان بمدينة خور مكسر أن أطقماً مدنية على متنها مسلحون مدنيون، انتشرت بكثافة في المدينة، يرجح أن تكون أطقماً تابعة للجان الشعبية، غير أن أحد قيادات اللجان نفى ذلك. و نقلت "الأولى" عن فهد غرامة، القيادي في اللجان الشعبية، إن اللجان لا تمتلك معلومات حول ما يدور بشأن قوات الأمن الخاصة، وإن هذا الأمر يعود لسلطة الدولة، وليس للجان علاقة بذلك، مبيناً أنه ستتضح اليوم معلومات بشأن قوات الأمن الخاصة، غير أنه لم يوضح تفاصيل أكثر. عضو في اللجنة الأمنية بعدن، قال، في تصريح صحفي، مساء أمس، إن " كل ما يقوم به السقاف حالياً من تجهيزات تتم تحت أعين الاستخبارات العسكرية التابعة للمنطقة الرابعة، وكافة الوحدات العسكرية بعدن وحولها، وأنها تحت المجهر". و هدد المصدر أن "أي تحرك مشبوه سيكون الرد حاسماً وقوياً وسريعاً" مؤكدا أنهم لن يسمحوا بإثارة أي أعمال عنف وفوضى، حرصاً على سلامة المواطنين. و اعتبر المصدر أن سبب إتاحة الفرصة للسقاف لتسليم المعسكر، هو "الحرص على حقن الدماء لجميع الأطراف، وبالأخص الأبرياء، بالرغم من قدرة كتائب المنطقة الرابعة واللجان الشعبية على حسم الأمر منذ البداية". و كان الرئيس عبد ربه منصور هادي، أصدر قراراً قضى بتعيين العميد ثابت جواس قائد لقوات الأمن الخاصة بعدن، خلفاً للعميد عبد الحافظ السقاف، الذي أصدر له قرار تعيينه وكيلاً لمصلحة الأحوال المدنية. و نقلت "الأولى" عن مصادر أمنية، أمس الأول، أن السقاف طلب من لجنة الوساطة تبريراً لقرار إقالته في حين قالت إنه سيتم إجراء عملية دور التسليم، أمس أو اليوم الأحد، بين السقاف وجواس، بمعسكر قوات الأمن الخاصة. و أكدت المصادر أن لجنة من وزارة الداخلية، برئاسة أحد وكلائها، لم تكشف عن اسمه، تحت إشراف علي ناصر لخشع، نائب وزير الداخلية، ستحضر، أمس، لإجراء عملية دور تسليم بين جواس والسقاف، غير أنه لم يتم ذلك.