اشترط قائد قوات الأمن الخاصة في عدن، عبد الحافظ السقاف، أمس، تعيين شخصية أمنية بديلة عنه، لقبوله بقرار "إقصائه" الصادر عن الرئيس المستقيل، عبدربه منصور هادي، مساء الثلاثاء. وقال أحد مقرَّبي السقاف في اتصال ل"اليمن اليوم" إن لجنة برئاسة أحمد الميسري، أحد مشرفي اللجان الشعبية، أوفدها هادي، أمس، والتقت بالسقاف في مقر قوات الأمن الخاصة، مديرية خور مكسر. وطلبت اللجنة من السقاف الالتزام بقرار "إقصائه"، والذي بدوره رحَّب بالقرار، لكنه في الوقت نفسه طالب بمبررات إقالته من منصبه، وكذا تعيين أحد منتسبي الداخلية قائداً للأمن الخاصة في عدن "وبما يحافظ على الآليات والمعدات وأمن المحافظة". السقاف من جانبه نفى، مساء أمس، انتشار قوات الأمن الخاصة في عدن، مشيراً إلى وجود اتفاق مع لجنة الوساطة واللجنة الأمنية، لم يفصح عن مضمونه. وكان هادي أصدر، مساء الثلاثاء، قراراً بتعين قائد من القوات المسلحة، العميد الركن ثابت مثنى جواس، قائداً لقوات الأمن الخاصة. وأثار القرار حفيظة منتسبي المعسكر الذين باشروا بالانتشار في محيطه بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة وأعلنوا الجاهزية القتالية. كما هددوا بالتصدي لأية محاولة لفرض القرار بالقوة "مهما كلف الأمر"، وفقاً لجنود تحدثوا ل"اليمن اليوم". واعتبر الجنود، وفقاً لأحاديث متفرقة لمراسل الصحيفة، إقصاء السقاف يأتي في سياق الاستهداف الممنهج التي تتعرض له قوات الأمن الخاصة في عدن منذ سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة في صنعاء، والسعي إلى تكريس الانقسام المناطقي والطائفي، وطرد الجنود من أبناء المحافظات الشمالية، خصوصاً بعد إقدام هادي بطرد منتسبي الحرس الرئاسي المكلفين بحماية قصر "المعاشيق" في عدن، الأسبوع الماضي، واستبدالهم بمسلحي اللجان الشعبية التي استقدمها شقيقه من أبين وشبوة. قرار الإقصاء هذا سبقه إجبار منتسبي الأمن الخاصة على المرابطة في مقر المعسكر، بعد سلسلة هجمات شنتها اللجان الشعبية على مواقعهم في عدن، قبل أسبوعين. وقاد شقيق هادي، وكيل جهاز الأمن السياسي في محافظاتعدن ولحج وأبين والقائد الأعلى للجان الشعبية، اللواء ناصر منصور، حينها، مفاوضات ألزمت قوات الأمن الخاصة بسحب أفرادها من النقاط والمنشآت الحكومية في عدن مقابل نشر الجيش، غير أن اللجنة سلَّمت مواقع الأمن الخاصة لمقاتلي اللجان. وقرار سحب مقاتلي اللجان تزامن مع بدء اللجان الشعبية نقل أسلحة الجيش من مخازن جبل حديد إلى معاقلها في أبين وشبوة، وفقاً لما ذكره مصدر أمني في وقت سابق. وتشهد عدن مخاوف من تفجر الوضع. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن الوضع في عدن متوتر، خصوصاً مع حشد اللجان، أيضاً، لمقاتليها. ومعسكر الأمن الخاصة متواجد في منطقة العريش، مديرية خور مكسر ويحاذي سور مطار عدن الدولي الذي يرابط فيه اللواء 39 مدرع وكتيبة الدفاع الجوي. في سياق متصل، عقدت اللجنة الأمنية في عدن اجتماعات بقادة عسكريين، موالين لهادي، وآخرين للجان الشعبية، التي يقودها شقيقه ناصر منصور هادي. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن اجتماعات أمنية وعسكرية كثفت، أمس، في محاولة للضغط على السقاف قبول قرار إقصائه. من جانبه قال رئيس لجنة المفاوضات، أحمد الميسري، إنه تم الاتفاق مع السقاف على تسليم منصبه خلال فترة قريبة، مشيراً إلى أن عملية جرد وأموراً أخرى ستتم برعاية نائب وزير الداخلية، علي ناصر لخشع. كما نفى أن يكون السقاف قد رفض "قرار إقالته". وأضاف ذات المصدر أنه وبالتوازي مع الضغوط على السقاف التقى قادة أمنيون وعسكريون موالين لهادي، نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع في منزله بعدن، محاولين إقناعه بتولي مهام قيادة الأمن الخاصة مؤقتاً. مصدر أمني قال ل"اليمن اليوم" إن ثمة قرارات أمنية ومدنية يتوقع صدورها، الأيام المقبلة، وبما يمكِّن لجان هادي من استكمال السيطرة على المرافق العامة، خصوصاً معسكرات الأمن والجيش.