ما الهدف وراء إصرار بعض الأطراف عقد الجلسات في سيئون ؟ كيف قلب نواب الجنوب الطاولة على تكتلات نواب الشمال ؟ ماهو العرض الذي تقدمت به إحدى الدول وتم رفضه ؟ لماذا اختفت كتلة المؤتمر البرلمانية ؟ هل تعدّى الصراع ليكون خارجياً بعد أن كان داخليا ؟ نائب برلمانيّ : هذه حقيقة وكواليس ما يدور خفايا صراع "الديوك" -------------------- كشفت مصادر سياسية وأخرى برلمانية ل"الأمناء" حقيقة الصراع والسباق المحموم لاستئناف انعقاد جلسات مجلس النواب المنتهية صلاحياته وإصرار بعض الأطراف في الشرعية على انعقاد جلساته في العاصمة عدن أو حضرموت . وأوضحت المصادر بأن الصراع قد بلغ ذروته خلال الأيام القليلة الماضية بعد انسداد أفق الحل ودخول أطراف دولية داعمة لبعض الجهات في الشرعية والتي تحاول سحب البساط من تحت الرئيس عبدربه منصور هادي من خلال الدفع لإسناد رئاسة مجلس النواب للنائب سلطان البركاني وتعزيز تواجد نواب حزب الإصلاح في رئاسة المجلس وهيئاته القيادية . المصادر ذاتها أكدت في سياق إفادتها الخاصة ل"الأمناء" وجود تفكك في الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام بالتزامن مع بروز الدور القطري الداعم لحزب الإصلاح وكتلته البرلمانية من خلال استمالة البعض من نواب المؤتمر وبعض المستقلين المنتمين إلى المحافظات الشمالية لضمان التأثير على أيّ قرارات سوف يتخذها المجلس خصوصًا أن قراراته ستكون بحكم النافذ باعتباره الجهة التشريعية التي تشرع القوانين ولها الحق في إجراء التعديلات وإصدار القرارات النافذة في البلاد . وكشفت المصادر عن معلومات مهمة تتعلق بالتخبط الكبير الذي بدت عليه مواقف قيادات الشرعية اليمنية المقيمة في الرياض حيال إمكانية استئناف عقد جلسات البرلمان في عدن أو حضرموت بعد الظهور القوي والمؤثر لتيار حزب الإصلاح وتأثيره على التوافق الذي كان قد تم التوصل إليه حول رئاسة النائب محمد الشدادي للمجلس الذي جرى نقضه والالتفاف عليه لاحقا عقب التدخل العلني لدولة قطر والضغط الذي مارسه الحوثيون عبر إيران على بعض الأطراف في محاولة لكلّ طرف كسب التأثير والحضور القوي داخل مجلس النواب . وأكدت المصادر تعاظم الصراع الخفي والسباق المحمول على رئاسة المجلس داخل أروقة الشرعية والذي قالت : إنه لم يعد صراعا داخليا كما يبدو للبعض وإنما صراعا تعدى ذلك حيث دخلت فيه أطراف خارجية تحاول خلط الأوراق والحصول على موطئ قدم لها على الأرض في عدن أو أي من المحافظات المحررة علاوة على ضمان تواجد أدواتها في مواقع صناعة القرار وأي تشكيلات حكومية قادمة . وقال برلماني يمني في اتصال هاتفي أجرته معه "الأمناء" مساء أمس : إنّ الأمور تتجه إلى المزيد من التعقيد الذي قال إنه قد يجعل من انعقاد مجلس النواب أمرا مستحيلا ، لافتا وبسخرية بأن "أعضاء حزب الإصلاح بمجلس النواب ومن خلفهم قطر تشتري ولاءات بعض أعضائه وترتب لهم رحلات مكوكية إلى تركيا لضمان أن يكون رئيس مجلس النواب من كتلتهم ويمنحهم الشرعية ، كذلك إيران والحوثي يقوموا بشراء ولاءات البعض الآخر ليختاروا رئيسًا منهم ويعطيهم الشرعية ويحصنهم من الانقلاب فيما البقية من النواب في الشمال متفرجون ولمن يدفع لهم الأكثر " . وأكد النائب البرلماني في سياق تصريحه ل"الأمناء" إن ما يتم تسريبه حاليا عن وجود خلاف حول مكان عقد جلسات مجلس النواب إنما هو مجرد شماعة لا غير للتغطية عن الفشل الذريع في كل المساعي لإمكانية انعقاد المجلس وعدم توفر النصاب القانوني للانعقاد ، مشيرًا إلى أن معظم النواب الجنوبيين مجمعين على هدف واحد مساند لقضية شعبهم ويرفضون أي محاولات للالتفاف على شرعية الرئيس هادي واتخاذ الجنوب ذريعة لفشل انعقاد المجلس . وكشف المصدر عن عرضٍ قدمته جهة خارجية لم يسمها لعقد جلسة مجلس النواب في مأرب وأن قيادات رفيعة في حزب الإصلاح وأطراف مؤثرة في الشرعية رفضت المقترح وبشدة وتصر على أنّ انعقاد المجلس في عدن أو حضرموت له رمزية كبيرة ورسائل قوية سوف توجه للداخل والخارج .