/المكلا ماجد الشعيبي تعيش مديرية المكلا عاصمة محافظة حضرموت حالة خارجة عن دولة الوحدة، وأعلام دولة الجنوب العربي منتشرة في كل أركنة الشوارع والطرقات وبشكل ملفت، أضف إلى أن عبارات مثل ارحل أنت وشعبك، ارحلوا من البلاد، وأيضاً الشعب يريد تحرير الجنوب. هكذا هو حال مدينة المكلا ومثلها باقي المديريات لم تقتصر مطالبها فقط على رحيل النظام وإنما رحيل الوحدة اليمنية التي أفشلها ذلك النظام على مدى الفترة التي ضل يحكمها، أمر قد يضعف حسابات ثورة شباب التغيير التي تقودها المعارضة اليمنية التي شاركت في إبطاء حركة التغيير وفوتت فرصة إسقاط نظام صالح على الشباب غير آبهة بذلك. من كان يعرف المكلا سابقاً بات اليوم لا يعرف كيف انقلب حالها وحال سكانها الذي يصرون على المطالبة بفك الارتباط من نظام صنعاء والرجوع بالبلاد إلى ما قبل عام 90 وفقاً لما يقوله الكثيرون أن هذه الوحدة لم تنفع الجنوبيين والشماليين على حد سواء، ولم تخدم سوى مجموعة صغيرة هي التي ضلت تحكم البلاد على مدى تلك الأعوام الماضية التي لم تشهد فيها دولة الوحدة سوى بعض الإنجازات البسيطة وكثيراً من الأحقاد وزرع الفتن والاختلافات بين الشعبين. 12مديرية تقع في مدينة المكلا عاصمة حضرموت كما أسلفنا سابقاً، كل تلك المديريات تملك مساحة شاسعة من خريطة حضرموت وبرغم التباعد إلا أن كل الأمور تبدو متساوية، فمطلب تحرير بما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لا يختلف عنه اثنان، وبرغم الهدوء الذي تشهده المدينة إلا أنك بمجرد أن تحتك بأحد المواطنين حتى تكتفي بالإجابة التي يقولها وهي «الشعب يريد تحرير الجنوب» وإن اختلفت الطرق والوسائل التي يعبر بها أبناء المكلا إلا أنهم يتفقون أن ثمة شيء حدث أربك الموازين ويجب إعادة برولة من جديد لكونه تسبب في كثير من الأزمات والتراجع إلى الوراء بدلاً من التقدم إلى الأمام. يقول فادي باعوم رئيس الحركة الشبابية والطلابية في الجنوب أن الوضع في المكلا بشكل خاص وحضرموت بشكل عام سيء جداً في ضل النظام المتخلف، الذي افسد الحياة بكل تفاصيلها. وعن المشاكل التي تحصل في الشحر قام الأمن المركزي التابع لنظام صالح بإطلاق رصاص على المواطنين الخميس الماضي، وسقط خلالها الشهيد محمد صالح الغرابي وجريحان، ويوم الجمعة خرجت مسيرة ولا زالت المسيرات تتولى حتى اللحظة. وفي اليوم الثالث من رمضان قامت قوات الأمن المركزي بإطلاق النار العشوائي في «سدة العيدروس» في الشحر الغرض منها إفزاع المواطنين وسقط خلالها شهيدان وثلاثة من الجرحى احدهم طفل لم يتجاوز العاشرة نقلوا خلالها إلى مستشفى ابن سينا أحدهم لا يزال في العناية المركزية. هذا ويعتزم أنصار الحراك القيام بمسيرة جماهيرية حاشد تنطلق اليوم وذلك تضامن مع أبناء الشحر والمناضل باعوم ونجله فواز المحتجزين في سجون نظام صنعاء حتى اللحظة الراهنة.