عدن أون لاين/ متابعات: قتل 30 شخصاً وأصيب 191 آخرون اليوم الاثنين، في اعتداءات، أكبرها تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف الوقف الشيعي وسط بغداد، وصواريخ استهدفت الوقف السني غرب العاصمة. ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد التنديد إلى “التحلي باليقظة ونبذ الطائفية”، وتبادل الوقفان الشيعي والسني الإدانات، داعيين إلى التهدئة وعدم الانجرار إلى فتنة طائفية. كما دانت القائمة العراقية والتيار الصدري والحزب الإسلامي وحزب الدعوة التفجير. فقد استهدف تفجير سيارة مفخخة أمس ديوان الوقف الشيعي في منطقة باب المعظم وسط بغداد، ما أسفر عن سقوط 26 شخصاً وإصابة 190 آخرين. ورجح مصدر أمني ارتفاع عدد القتلى بسبب خطورة إصابات بعض الجرحى. وقالت الشرطة وشهود عيان، إن الانفجار الذي استهدف ديوان الوقف الشيعي، وهو مؤسسة حكومية تدير المساجد والمراقد الشيعية في العراق، أدى إلى تناثر القتلى والجرحى بامتداد شارع رئيسي مجاور وألحق أضراراً بالمقر. كما أعلن ديوان الوقف السني في العراق، أن مقره في غرب بغداد تعرض لقصف بقذائف هاون عقب تفجير ديوان الوقف الشيعي دون وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء القصف. وكان مصدر في وزارة الداخلية قد أعلن أن “انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجر نفسه أمام مقر الوقف الشيعي في منطقة باب المعظم” التي يسكنها غالبية سنية. وأغلقت القوى الأمنية مكان الهجوم ومواقع قريبة منه، بينما تعمل فرق الدفاع المدني على انتشال جثث الضحايا ونقل الجرحى إلى عشرات سيارات الإسعاف في المكان. ودخل ديوان الوقف الشيعي في الآونة الأخيرة في نزاع مع الوقف السني بشأن السيطرة على مرقد الإمامين العسكريين في سامراء بمحافظة صلاح الدين التي تسكنها أغلبية سنية. وقال نائب رئيس الوقف الشيعي سامي المسعودي إن “هناك أناساً لا يزالون تحت الأنقاض وعددهم كبير جداً”، مشيراً إلى أن القوى الأمنية وقوى الدفاع المدني “تعمل على انتشال الجثث من تحت أنقاض المقر”. وجاء هذا الهجوم بعدما أثار قرار الوقف الشيعي بتملك أوقاف مدينة سامراء، لا سيما مرقد الإمامين العسكريين الذي تعرض للتفجير عام 2006 وأثار حرباً طائفية دامية، واستياء قيادات سنية. وقال المسعودي في تصريحه “تلقينا تهديدات بعدما سجلنا مرقد الإمامين العسكريين باسم الوقف الشيعي”. وأضاف”نحن لا نتهم أحداً وندعو الشارع العراقي، خصوصاً أبناء الطائفة إلى وأد الفتنة، لأن هناك مخططاً لإشعال حرب أهلية بين أبناء الشعب، وهناك قوى تريد أن تفرق بين المذاهب في العراق”. وسارع ديوان الوقف السني، الذي استهدف مقره أيضا بصواريخ، إلى إدانة الهجوم. وقال المتحدث باسمه فارس المهداوي إن “هذه العمليات تحاول أن تبث الفرقة وهناك جهات تحاول أن تقوم بأعمال جبانة لخلق الفتنة، لكننا لن نسمح لهم بتحقيق أحلامهم”. وتحدث عن “أياد قذرة تحاول أن تعيد البلد إلى الوراء”. وذكر المهداوي أن “هناك جهات تحاول أن تدق أسفيناً بين الوقفين، علماً بأن الخلافات بينهما ليست سوى خلافات إدارية”. من جهته، دعا المالكي إلى “التحلي باليقظة ونبذ الطائفية”، مؤكداً “أن هذه الجرائم البشعة ستفشل في زرع الفتنة الطائفية”. وطالب “العراقيين الكرام إلى التحلي باليقظة ونبذ الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية”. وكشف مصدر في رئاسة الوزراء أن المالكي أوعز بتشكيل لجنة عليا للتحقيق بالتفجير الذي استهدف الوقف الشيعي. وأوضح أن “المالكي أوعز للأجهزة الأمنية بحماية الأوقاف ودور العبادة لدرء الفتنة التي تحاول جهات سياسية وأخرى ترتبط بالقاعدة أثارتها”. واعتبر مفتي الديار العراقية أن استهداف أهل السنة في العراق أصبح “واضحاً”، منتقداً إلحاق أملاك الوقف السني بالوقف الشيعي، ودعا المرجعية الشيعية والجهات المعنية دولياً إلى عدم البقاء “مكتوفي الأيدي”. ودانت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي تفجير مقر الوقف الشيعي، وقالت ميسون الدملوجي الناطق باسم العراقية إن القائمة “تدعو العراقيين إلى ضبط النفس وتفويت الفرصة على قوى الشر من التغلب على الإرادة الوطنية الصادقة”، كما دعت “الأجهزة الأمنية إلى تحمل مسؤوليتها المهنية والأخلاقية في حماية الشعب وتوفير الأمن ووضع حد لسفك الدماء”. ودان الحزب الإسلامي العراقي التفجير واعتبره محاولة لإثارة “الفتنة الطائفية” في البلد. وطالب الكتل السياسية بإدراك خطورة الوضع الراهن. واتهم حزب الدعوة الذي يرأسه المالكي جهات خارجية تدعم الجماعات المسلحة، بضلوعها في تفجير الوقف الشيعي، وأنه يندرج في إطار مساعي إثارة الفتنة الطائفية في البلد. كما دان التيار الصدري التفجير واعتبره أيضاً في إطار تأجيج الفتنة الطائفية والحرب الأهلية في العراق. وفي شأن أمني آخر، أصيبت فتاة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة شرق الموصل بمحافظة نينوى، كما قتل عميد متقاعد في الجيش العراقي بنيران مجهولين وأصيب ابنه في هجوم مسلح استهدف سيارته بناحية القيارة جنوب الموصل. وفي محافظة ديالى، عثرت الشرطة على امرأة في العقد الثالث من عمرها مقتولة داخل منزلها في إحدى القرى الزراعية شمال بعقوبة. وفي محافظة الأنبار، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة آخرون من أسرة واحدة بتفجير منزل أحد منتسبي قوات الشرطة شرق الفلوجة.