عدن أونلاين/ خاص: أدى آلالاف المصلين من أبناء مدينة المعلا شعائر صلاة عيد الفطر المبارك في ملعب الشهيد سالم علي وسط المدينة , وقد توافدت حشود المصلين من الرجال والنساء والأطفال منذ الصباح الباكر مكبرين ومهللين لله العظيم شكرا على إتمام صيام رمضان ونعمة العيد . وعقب أداء شعائر صلاة العيد إرتقى الشيخ / شوقي كمادي عضو رابطة علماء ودعاة عدن ( خطيب جامع الثوار) مخاطبا تلك الألاف المحتشدة في طاعة الله مذكرا لهم بنعمة الله عليهم في عيدهم قائلا لهم : ((هذا يوم عيدكم ، عيد الفطر المبارك جعله الله لكم ولسائر المسلمين في أصقاع الأرض يوم فرح وسرور بعد أن أدوا فريضة الصيام وتزودا من الأعمال الصالحة في شهر رمضان والتزموا أوامر الملك الديان واتبعوا تعاليم النبي المصطفى العدنان ... فهنيئاً لكم أيها الصائمون والقائمون .. هنيئاً لكم ايها المنفقون .. هنيئاً لكم أيها الذاكرون لله كثيراً القارئون لكتابه هذا يوم عيدكم وفرحكم اختصكم به ربكم دون سائر الأمم .. وأي فرح أعظم من فرح عبدٍ مؤمن أطاع ربه بما شرع قال تعالى ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) وأكد لهم بأنه حق لهم أن يفرحوا ولما لا يفرح المسلم في يوم العيد وهو بذلك يحقق العبودية الكاملة لله بصيامه أول شهر رمضان وفطره في هذا اليوم وهو بذلك يمتثل امر الله ونهيه ... فكان من تمام شكر هذه النعمة الاستقامة على الطاعات والأعمال الصالحة والمحافظة عليها بعد رمضان فهذا دليلٌ واضح على قبول العمل عند الله وإنها لبشارة عظيمة للعبد في الدنيا فالله سبحانه وتعالى لا يتقبل إلا من المتقين .. ومن نكث عن الصراط المستقيم وعاد إلى التفريط والتقصير وارتكاب المحرمات والموبقات فذلك والله هو المحروم من رحمة الله من الذين قال الله فيهم (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً) مبينا أن عيد الفطر المبارك وخروج المسلمين لصلاة العيد وتكبيرهم وتوحيدهم الله في هذا اليوم وتهنئة المسلم لإخوانه المسلمين في كل بقاع الأرض .. في القرى والمدن والأرياف في الصحارى وعلى ضفاف الإنهار وعلى سواحل البحار والمحيطات لدليل واضح على وحدة هذه الأمة في معتقدها وتصوراتها وقيمها وهو دليل واضح تآلف أفراد المجتمع المسلم وأن رابطة الإخوة في الدين وحب المسلم لأخيه المسلم من أعظم شعائر الإسلام اعرض عنها كثيرٌ من أبناء هذه الأمة وحل محلها القطيعة والهجران والخلاف والشقاق وسوء الأخلاق وامتلاءت القلوب بالضغائن والأحقاد .. ؟ إنه ينبغي أن نعود إلى حياة الحب والتراحم ولنجعل هذا العيد بداية انطلاق للتسامح والتغافر والتآخي فيما بيننا.. هذه الأخوة التي كانت سبباً في عزة المسلمين وقوتهم وسعادتهم في يومٍ من الأيام وحذر خطيب مصلى العيد من خطورة الفرقة واختفاء الأخوة وقال )عندما تختفي الأخوة والمحبة من حياة الناس فإنه يحل محلها التقاطع والهجران ويظهر الحسد وتمتلئ القلوب بالأحقاد والضغائن وينعدم الإحساس بحقوق الآخرين لقد جاء الإسلام ليهذب النفوس ويربيها ويجعل من الحب والمودة والإخاء شعار المجتمع المسلم وسبباً لسعادته .. فما أحوج الأمة اليوم أفراداً وشعوباً حكاماً ومحكومين أحزاباً وجماعات إلى هذه الأخوة في زمن كثرة فيه المشاكل وزادت فيه البغضاء وحلت الشحناء وسفكت الدماء وتجرأ الأخ على أخيه وحدث التنازع وكثرت الخلافات وياليتها كانت خلافات من اجل الدين والحق والقيم العظيمة والتنافس من اجل ازدهار الأمة ورفاهية الشعوب بل كانت من اجل دنيا فانية ولذة عابرة فما قيمة هذه الأمة التي تملأ شرق الأرض وغربها إذا كانت أوازعا متفرقة ، وإذا كانت أفراداً مختلفين ، وإذا كانت جماعات متناحرة ، وإذا كانت بلاداً متفرقة ، وإذا كانت أجناساً مختلفة ، وإذا كانت أعراقاً متباينة ، وإذا كانت حميات جاهلية وعصبيات مناطقية ! وإذا كان الظلم هو السائد فيها في علاقات أفرادها والعنف هو الوسيلة في تقرير الحقوق والواجبات .. إن قوتها حينئذٍ تنعكس وبالاً عليها ويعتريها الضعف ... فلتكن الإخوة الإيمانية رابطة كل مسلم مع إخوانه وليسعى كل مسلم لجعلها سلوكاً عملياً في الحياة يرضي بها ربه ويقوي بها صفه ويحفظ بها أمته ومجتمعه ووطنه وفي ختام خطبته خاطب المصلين بقوله (علينا في هذا العيد أن ندخل الفرح والسرور على أهلينا وأولادنا وأرحامنا بالزيارة والهدية وتفقد الأحوال وما أجمل أن نمد الآخرين من حولنا بهذه الفرحة فهناك الأيتام والأرامل والمساكين والمحتاجين والمرضى فندخل عليهم السرور بما نستطيع تقرباً إلى الله والتزاماً بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم) وبعدها تبادل المصلون التهاني والتبريكات سائلين الله أن يحل عليهم عيدهم وقد تحسنت الأوضاع وتغيرت الأحوال والظروف متمنين أن يكون مستقبل الوطن خير من ماضيه