عدن اونلاين/ ريما الشامي أكثر من 6 أشهر مضت منذ انطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن والى اليوم لم تستطع بعد انجاز هدفها الرئيس بتخليص الشعب اليمني من الحكم العائلي الفاسد المستبد الذي يجثم على صدر وطننا منذ 33 عاما مضت دمر خلالها الإنسان والحياة والقيم والأخلاق والثروة والمقدرات وكل شيء في بلدنا ، والشيء الأفظع في مسيرة هذه الثورة حدث بعد رحيل رأس النظام علي صالح محروقا إلى السعودية حيث تصدر أولاده وبقايا نظامه العائلي الحكم وتشبثوا بالسلطة وانقلبوا على النظام الجمهوري وأعلنوا حربا شاملة على الشعب وكأن الثورة لم تقم إلا لتسهم في التسريع في انجاز مشروع التوريث ولكي تنقل الحكم في اليمن من علي صالح إلى نجله والى جانب هذا أيضا راحت بقايا الحكم العائلي.وبكل خفة واستهتار بحال هذا الشعب توجه عليه معسكراتها العائلية وترسانة أسلحتها و تمارس عليه حربا شاملة وعقوبات جماعية وتقطع عنه الماء والكهرباء والخدمات الأساسية وتفرض عليه حصارا وتضييقا اقتصاديا وفي لقمة عيشه وفي مقابل هذه الحرب الشاملة التي يشنها أولاد علي صالح على الشعب اليمني كان من المفترض أن يصعد اليمنيون ثورتهم وان يحسموا أمر هذه العصابة المجرمة الدموية الحاقدة التي لا تمتلك قيما أو إنسانية أو أخلاق وهي تفرض حربا شاملة تقتل وتجوع وتحاصر فيها شعبا بأكمله وهي مستعدة لتدمير البلد من اجل أن تستمر في السلطة وحكم اليمن بسياسات الفساد والنهب والعبث فضلا عن أنها تريد ان تفرض نفسها وحكمها العائلي على الشعب اليمني بالقوة والقهر والحروب والتجويع والإذلال ، لكن تصعيد الثورة ورد فعل الشعب اليمني لم يكن بمقدار ما تمارسه في حقه هذه العصابة من جرائم وحروب قذرة وأساليب بشعة لا إنسانية والسبب بسيط وهو لأن أولاد علي صالح وهم يفرضون العقوبات الجماعية على اليمنيين ويوجهون معسكرات الحرس للقتل والقصف والتدمير يراهنون على منظومة التخلف والجهل التي صنعها ورسخها كبيرهم علي صالح في أوساط هذا الشعب طيلة 33 عاما وظل يحكم بأدواتها وكذلك هم يحكمون اليمن اليوم بواسطة هذه المنظومة ويفرضون العقوبات الجماعية والحصار الاقتصادي والحرب الشاملة على الشعب اليمني اتكاء عليها وبالتالي فان مخرجات هذه السياسات التي يمارسها ولاد علي صالح اليوم إنما تسهم في إضافة المزيد من مخرجات التخلف والجهل التي تعزز منظومة التخلف التي يحكم بواسطتها الشعب اليمني وهو ما يعد في المحصلة تعزيزا لضمانات الاستبداد والتوريث والتسلط العائلي على هذا الشعب وإلا هل يمكن لشعب ان يقبل أن تحكمه عصابة تمارس عليه القتل والقمع والحرب العسكرية والحصار الاقتصادي و العقوبات الجماعية وقطع الماء والكهرباء والوقود والغذاء والخدمات الأساسية ثم تراه يقبل بهذا الواقع ، لكن الإنسان الجاهل تستطيع ان توجهه ضد نفسه وضد مصلحته فكيف عندما هذا يكون هو حال شعب يحكم بمنظومة الجهل والتخلف التي ظلت ترسخ في أوساطه طيلة 33 عاما كمنظومة للحياة ومنهج للحكم.لقد قامت ثورة 26 سبتمبر قبل ما يقارب عن 50 عاما من اجل ان تقضي على الجهل والفقر والمرض وكانت كل أهدافها تركز على التخلص من منظومة الجهل والتخلف التي ظلت بيئة الحكم المناسبة للحكم الأمامي العائلي لكن فشلت ثورة سبتمبر ولم تستطع ان تنجز أهدافها وكل ما قامت به هو ان نقلت حكم اليمن من حكم عائلي باسم أسرة حميد الدين إلى حكم عائلي أخر باسم أسرة علي صالح الذي يحكم أولاده اليمن اليوم بعد رحيله ، فأين التغيير وماذا أنجزت ثورة سبتمبر غير أنها غيرت فقط اسم العائلة الحاكمة لليمن ، وسبب فشل ثورة سبتمبر يعود إلى فشلها في انجاز هدفها الرئيس الذي قامت لأجله وهو القضاء على منظومة الجهل والتخلف والأمية التي حكمت بها أسرة حميد الدين والتي استغلها أيضا علي صالح وظل يعززها ويرسخها ويحكم بواسطتها 33 عاما ، وهي نفس المنظومة التي يحكم بها أولاده اليمن اليوم ويفرضون بواسطتها مشروع التوريث والحكم العائلي.المسألة ببساطة هي أن علي صالح عند صعوده لحكم اليمن قبل 33 عاما وجد نفسه أمام حالة من التخلف والجهل يعيشها الشعب اليمني فعمل على ترسيخ هذه الأمية والجهل والتخلف وأمدها بكافة العوامل والمقومات التي تعززها وتمكنها حتى صارت منظومة متكاملة للحكم وبنفس الوقت ضمانة للتسلط والاستبداد والتوريث ، فقد عمل علي صالح منذ تسلمه السلطة في اليمن على إلغاء الدولة و والمؤسسات والقانون والقيم الحديثة واستبدلها بشخصه وأسرته وبالقبيلة واستمر يجهل المجتمع ويعسكر الأجيال و يشكل جيشا من الأميين لحماية أسرته وسخر المال العام ومقدرات البلد في تثبيت كرسيه وصناعة التوازنات و شراء الذمم والولاءات و واللعب برؤؤس الثعابين و تغذية الحروب القبلية والمذهبية والطائفية وتمويلها وإشغال المجتمع والقوى الوطنية فيما بينها بالصراعات البينية بينما الشعب اليمني على الجانب الأخر يعيش جوعا وفقرا ومرضا وجهلا وأمية وصراعات وحروب وانعدام لأبسط مقومات الحياة الإنسانية ومع كل هذا لا يزال أولاده اليوم بكل أريحية يحكمون ويواصلون العبث بهذه البلاد ومستقبلها.وبالمختصر فان علي صالح عبث باليمن ودمرها طيلة 33 عاما وأداراها بسياسات جهنمية متخلفة حاقدة لم تعرفها امة في تأريخها مستغلا حالة الجهل والأمية والتخلف التي وجد عليها علي صالح شعبه ثم قام بتعزيزها وتكريسها في واقع وطنه حتى يضمن التسلط والاستبداد والتوريث وهانحن نرى مخرجات هذه المنظومة في واقع اليمنيين تمزقا وانهيارا شاملا ودولة فاشلة ومع ذلك لازال أولاد علي صالح يمارسون اليوم الأسوأ والأبشع من سياسات وأدوات أبيهم التي دمر بها اليمن ولم يكن علي صالح ليستطيع أن يعبث بالبلد ويدمرها ويوصلها إلى هذا الحال لولا.حالة التخلف التي يعيشها الشعب والتي استثمرها علي صالح بتعزيزها بالمزيد من عوامل التخلف والفساد والعبث حتى رسخها منظومة حكم متكاملة هي اليوم تدافع عنه وعن أبنائه في مواجهة الثورة وإرادة التغيير التي بدأت تخفت وتحبط.إن هذا الحال الذي يعيشه الشعب اليمني اليوم لا يمكن القبول به إطلاقا وهو يقوده إلى مصير مأساوي عواقبه مخيفة جدا في حالة استمرار بقايا الحكم العائلي يدمرون ما تبقى من مقومات حياة وأمل في هذا الوطن والمسؤولية الإنسانية والأخلاقية والوطنية والدينية تحتم على كافة القوى الوطنية أن تحسم بكل الطرق الممكنة أمر هذه العصابة المجرمة الحاقدة التي لا تمتلك أية قيم او أخلاق او إنسانية وهي تدمر الشعب الآن بكل ما أؤتيت من قوة ويجب ان لا تترك هذه العصابة لتنفذ مخططاتها في وطننا وتقود شعبنا للهاوية التي نراها الآن ونرى تفاصيلها ، فوضع بلدنا الآن يقتضي الحسم مع أولاد علي صالح الذين لا يمتلكون غير المال السعودي الذي يستخدمونه في تمويل حروبهم على الشعب وفي تنفيذ مخططاتهم الإجرامية ضد وطننا واستمرارهم في حكم اليمن سيضاعف الكلفة وسيقود إلى التناحر والحرب الأهلية التي يخططوا لها ويمولوها بالدعم الأجنبي فبقايا الحكم العائلي ليس لديهم من مشروع أو رؤية غير مواصلة تدمير اليمن بالمزيد من سياسات الفساد والنهب والعبث التي ظل كبيرهم علي صالح يحكم بها بلدنا 3 عقود من الزمن واستمرارهم وعدم الحسم معهم يعني المزيد من المعاناة والحروب والقتل والعقوبات الجماعية والأزمات والتجويع والحصار وهو ما يقود البلد إلى مصير كارثي بقدر بشاعة وجهنمية سياساتهم وحروبهم التي يمارسونها ويخططون لها ضد شعبنا انتقاما منه ، اذن فالواجب والمسؤولية الوطنية والإنسانية والدينية تقتضي الحسم وتخليص الشعب اليمني من هذا السرطان الجاثم على صدره وبعد ذلك سيكون علينا مهاما وطنية جسيمة هي بعظمة الثورة نفسها وهي تفكيك منظومة الجهل والتخلف التي بناها ورسخها علي صالح في إطار خطة وطنية إستراتيجية وذلك حتى لا نبتلي مرة أخرى باستبداد أخر وبعائلة حاكمة جديدة وحتى نتجنب أيضا أخطاء ثورة سبتمبر التي فشلت في انجاز أهدافها ولم تستطع تخليص اليمنيين كما أراد الثوار من الاستبداد والحكم الملكي العائلي سوى أنها نقلت الشعب اليمني الى استبداد وحكم عائلي اخر أسوأ منه وهنا لا نقلل من ثورة سبتمبر وتضحيات الثوار لكن مسارها انحرف عن طموحات الشعب وتضحيات الثوار ، واليوم على سبيل المثال توجد في تونس ومصر هيئة للرقابة على تنفيذ أهداف الثورة وسيكون لزاما علينا في اليمن تنفيذ أهداف ثورتنا والقضاء على منظومة الجهل والتخلف والأمية في إطار خطة وطنية يشترك فيها كل مكونات المجتمع اليمني ودولته وبحيث تكون كل خطواتها وأدواتها ونتائجها متاحة وشفافة أمام كافة فئات الشعب.