في مثل هذا اليوم 21فبراير من العام الماضي كان اليمن والجنوب أمام مشهدين : ناخبون يتوجهون إلى صناديق الإقتراع لطي صفحة الرئيس المخلوع ديمقراطيا، وفي الجهة الأخرى كان الحراك المسلح في الجنوب يسعى بكل ما أوتي من وسائل لمنع تدفق الناخبين وممارسة حقهم ، كما هو الحال لدى قوى أخرى في الشمال ترفض التغيير وعملت على عرقلته بعرقلة حركة الإنتخابات. ففي عدن مثلا مارس الحراك تحذيرات ووزع منشورات تخذر الناس وتتوعدهم إلى إطلاق الرصاص في الهواء وقطع الطرقات وأخيرا مداهمة بعض اللجان ونهب وإحراق الصناديق، لكن الآلاف من أبناء عدن كانوا قد قرروا ونفذوا إرادتهم وصوتوا للتغير ودفنوا حقبة صالح إلى الأبد. وكان(عدن اون لاين) قد أجرى في 27فبراير 2012م حوارا قبل عام بالمناسبة مع ناخبة عدنية نعيد نشره.. العمة رضية.. صورة المرأة العدنية السبعينية التي تناقلتها وكالات الأنباء الدولية والمواقع والصحف المحلية بكثافة يوم 21فبراير2012م في عدن. العمة رضية رأيناها وهي ترفع بطاقتها الإنتخابية في العالي مثل كرت أحمر تدعو بواسطة ذلك صالح ونظامه للخروج ، بل تدعو لطرد مرحلة وتعلن بلسان الحال: انتهت اللعبة يا أغبياء. كما رأينا صورتها وهي تشهر إبهامها المغموسة في (الحبر) بعد التصويت بكل خيلاء وابتهاج وكأنها تعلن انتهاء عهد (صالح) وميلاد العهد الجديد. الحاجة رضية كسرت كل الرهانات وأكدت خروج عدن للإدلاء بالصوت الإنتخابي ، لم يثنها كبر السن ولا دعوات المقاطعة التي وصلت حد العنف ومنع الناس من الإدلاء بأصواتهم بالإكراه. سألناها كيف جازفت بالخروج رغم ماشهدته عدن ذلك اليوم من أعمال عنف وتفجيرات وقطع طرقات ورصاص، فردت ساخرة: صوتي وأني حر في به... ما حد يمنعني من التعبير عن حقي وقناعتي، ورحم الله أيام زمان وقهر الناس بالقوة... أخبرناها ربما صوتها الذي وضعته في الصندوق قد تعرض للإحراق من قبل من داهموا اللجان وأحرقوا إرادة الناس وحولوها رماد... قالت: عيب عليهم .. هاذولا لم يحرقوا أصوات المقترعين لكنهم أحرقوا سمعتهم وأخلاقهم وصورهم اليوم صارت محروقة لدى الداخل والخارج.. وأردفت قائلة: انتخبنا وشاهدنا العالم .. احرقوا صوتي في الصندوق لكن صوتي وصورتي وصلت كل الدنيا .. وطز فيهم... لا تريد سوى العيش الكريم لأبناء الوطن وتتمنى أن يعم السلام والأمن والهدوء وأن عدن بالذات يكفيها أحزان وآلام وآن لها أن تهدأ وترتاح. حين سألناها عن سبب خروجها للانتخاب (هادي) قالت بالحرف الواحد: أشتي الدنيا تبرد وعلي صالح (ميت) الأطفال والنساء والشباب والرجال، وعيشنا في خوف وجعل حياتنا سواد في سواد. وعما تريده من الرئيس الجديد قالت: ما يهمني مين يحكم نشتي أي (حد) شخص يوفر لنا عيشة زي الناس ونشتي نرتاح ونعيش بأمان. وقالت أيضاً: خلاص ضبحنا ياريت الوضع يهدأ وتعود عدن زي زمان وكفايتنا حرب وضرب عيالنا مافيش معاهم أشغال وجالسين كدا بدون شغل. العمة رضية تعيش في بيت متواضع جدا في منطقة الرزميت في كريتر ولها من الأولاد والأحفاد 13 فردا، امرأة تحمل في طياتها الحب والحنان والمشاعر الصادقة تجاه مدينتها عدن. امرأة رائعة جداً تستأنس بحديثك لها .. ستينية العمر ..عدنية الأصل ، ما زالت تتمسك بعدنيتها وبعرف وتقاليد نساء عدن ومتمسكة كذلك بإرتداء الزي العدني القديم (الشيدر) الزي المعروف لنساء عدن .