الحاجة رضية.. المرأة الستينية التي تناقلت صورتها وكالات الأنباء الدولية والمواقع والصحف المحلية بكثافة يوم 21فبراير في عدن وهي ترفع بطاقتها الإنتخابية بكل فخر مثل كرت أحمر تدعو بواسطته صالح ونظامه للخروج، فقد بدا عهد جديد.. وكأن لسان حالها يقول: انتهت اللعبة.. كسرت الحاجة رضية كل الرهانات وأكدت خروج عدن للإدلاء بالصوت الإنتخابي ، ولم يثنها كبر السن ولا دعوات المقاطعة التي وصلت حد العنف ومنع الناس من الإدلاء بأصواتهم بالإكراه. سألناها كيف جازفت بالخروج رغم ماشهدته عدن ذلك اليوم من أعمال عنف وتفجيرات وقطع طرقات ورصاص، فردت ساخرة: صوتي وأني حر في به.. ما حد يمنعني من التعبير عن حقي وقناعتي، ورحم الله أيام زمان وقهر الناس بالقوة. وعندما علمت ان هناك من داهم مراكز اللجان الانتخابية واخحرقوها احدها المركز الذي اقترعت وصتت لهادي، قالت : "عيب عليهم .. هاذولا لم يحرقوا أصوات المقترعين لكنهم أحرقوا سمعتهم وأخلاقهم وصورهم اليوم صارت محروقة لدى الداخل والخارج" . وأردفت: " نحنا انتخبنا وشاهدنا العالم .. وهم احرقوا صوتي في الصندوق لكن صوتي وصورتي وصلت كل الدنيا.. وطز فيهم". ولا تريد الحاجة رضية سوى العيش الكريم لأبناء الوطن وتتمنى أن يعم السلام والأمن والهدوء وقالت: "عدن بالذات يكفيها أحزان وآلام وآن لها أن تهدأ وترتاح." وعن سبب انتخابها لهادي قالت رضية:"أشتي الدنيا تبرد وعلي صالح (مَيَت) الأطفال والنساء والشباب والرجال، وعيشنا في خوف وجعل حياتنا سواد في سواد. وأضافت: "لا يهمني مين يحكم.. نشتي أي (حد) يوفر لنا عيشة زي الناس ونشتي نرتاح ونعيش بأمان.. خلاص ضبحنا ياريت الوضع يهدأ وتعود عدن زي زمان وكفايتنا حرب وضرب عيالنا مافيش معاهم أشغال وجالسين كدا بدون شغل". وتعيش الحاجة رضية في بيت متواضع جدا في منطقة الرزميت في كريتر ولها من الأولاد والأحفاد 13 فردا، و تحمل في طياتها الحب والحنان والمشاعر الصادقة تجاه مدينتها عدن، فما زالت تتمسك بعدنيتها وبعرف وتقاليد نساء عدن ومتمسكة ايضا بإرتداء الزي العدني القديم (الشيدر) الزي المعروف لنساء عدن .