على عكس التهاني الممزوجة بالورود والكلمات اللطيفة على مواقع التواصل الاجتماعي هكذا كانت طريقة تهنئة عدد من شباب مديرية المنصورة في العاصمة عدن لسالم بن بريك بمناسبة تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء ليلة السبت 3 مايو 2025م، إذ قاموا بإشعال الإطارات في طريق التسعين وعلى امتداد الخط حتى دوَّار العمري احتجاجًا على تردي وضع الكهرباء في بداية فصل الصيف، لتصبح تهنئته برائحة الأدخنة العادمة والتي تلقاها في أول ساعة له بعد تعيينه. محطة واحدة فقط هي التي تعمل حاليًا وهي محطة بترو مسيلة والكائنة في مديرية البريقة، حيث باتت الكهرباء غائبة عن الحضور لمدة 22 ساعة في اليوم لتسجل حضورًا باهتًا وضعيفًا لساعتين اثنتين فقط.
"الأيام" بدورها بحثت عن أول تمويل لكهرباء العاصمة عدن بعد حرب عام 2015 فوجدت في وكالة (سبأ) خبرًا تم نشره في الثاني عشر من يونيو عام 2016م مفاده أن قرارًا جمهوريًا صدر بالمصادقة على قرض لتمويل كهرباء محافظة عدن والموقع بين الجمهورية اليمنية وحكومة دولة الأمارات العربية المتحدة، وقد نص القرار على المصادقة والموافقة على اتفاقية القرض تمويل كهرباء محافظة عدن المبرمة بتاريخ 8 يونيو 2016م فيما بين الجمهورية اليمنية ممثلة بوزارة الكهرباء والطاقة (الطرف الثاني) وبين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بصندوق أبوظبي للتنمية (الطرف الأول) بمبلغ إجمالي قدره 174 مليونا و234 ألف درهم إماراتي والمخصص منها مبلغ 148 مليونا و109 آلاف درهم لشراء قطع الغيار، مواد شبكة توزيع الكهرباء، استئجار محطة جلوبال لمدة 6 أشهر وشراء طاقة إضافية تضاف ملكيتها لمؤسسة كهرباء عدن، ومبلغ قدره 26 مليونا و125 ألف درهم لقيمة وقود الديزل بمقدار 13 طنا تم شراؤه بصورة عاجلة من قبل الطرف الأول للطرف الثاني في بداية شهر رمضان للعام الميلادي 2016م.
هنا يضع عدد من المراقبين تساؤلاتهم ما هو مصير مبلغ ال 148 مليونا و109 آلاف درهم إماراتي التي خُصِّصت لشراء قطع غيار لمحطات الطاقة الكهربائية؟ بالإضافة إلى مواد توزيع شبكة الكهرباء؟
والأهم شراء طاقة إضافية تضاف ملكيتها إلى مؤسسة كهرباء عدن، فأين هي هذه المحطة؟ مؤتمر دولي للكهرباء وفي السابع عشر من أبريل 2025 أي قبل أن يقدم رئيس مجلس الوزراء استقالته ب 16 يوم طالعتنا وسائل الإعلام أن د. أحمد عوض بن مبارك كشف عن تحضيرات جارية لعقد المؤتمر الوطني الأول للطاقة بهدف حشد الدعم والتمويل الدولي للاستراتيجية الحكومية لقطاع الكهرباء، وإيجاد شراكة فاعلة مع القطاع الخاص.
فهل هذه التحضيرات ستلغى بعد مغادرة ابن مبارك منصبه، أم أن القرارات الحكومية عير مرتبطة بأشخاص بل بمؤسسات وهيئات رسمية؟
وفي يوم الأربعاء 30 أبريل 2025م كشف رئيس الوزراء المستقيل د. أحمد بن مبارك عن تواصل يجري مع السعودية والإمارات لتقديم دعم عاجل من المشتقات النفطية، في محاولة للتخفيف من أزمة الكهرباء المتفاقمة في مدينة عدن جنوبي البلاد.
فما هو مصير هذا الإجراء بعد استقالة ابن مبارك يوم السبت 3 مايو الجاري؟ أم أن هذه الأنواع من الأخبار كانت لذر الرماد في العيون ليس إلا؟
كثير من المتابعين يتساءلون عن مصير هذه التصريحات التي تُبث في الإعلام عند كل أزمة في قطاع الكهرباء. حُقن إسعافية عند كل أزمة كهرباء كان من الملاحظ أن الحلول الإسعافية لا تعتمدها الحكومة قبل نفاد وقود الديزل من خزانات محطات الكهرباء، بل بعد انتهائها وارتفاع عدد ساعات الانقطاع وحدوث الأزمة واستفحالها، فعلى سبيل المثال نشر موقع صحيفة الشرق الأوسط في السادس من فبراير 2025م خبرًا يتحدث عن أن رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك اعتمد حلولًا إسعافية لمشكلة الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك بعد أن توقفت الخدمة من كل محطات التوليد جراء نفاد الوقود، وهو ما جعل المدينة تغرق في الظلام وسط تحذيرات من توقف إمدادات المياه وعمل المستشفيات.
وتابع خبر الشرق الأوسط أن المدينة التي تتخذ منها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد تعاني معضلة مزمنة في الكهرباء جراء نقص الوقود وضعف موارد الحكومة وعدم قدرتها على دفع الفاتورة الباهظة لشراء الديزل والمازوت اللازمين لتشغيل كل محطات التوليد، وجاء الانقطاع الكلي للكهرباء ليل الأربعاء - الخميس بعد أن توقفت محطة «بترو مسيلة» نهائيا، والمعروفة ب «محطة الرئيس» بعد نفاد الوقود الخام الذي كان يأتي من حضرموت ومأرب.