تحول لون وجه إحدى اللاجئات السوريات في تركيا إلى الأصفر الممتقع للحظة، ودمعت عيناها وهي تنظر تجاه شخص، فأمسكت بيد أخيها وقالت له: "من هذا؟"، مشيرة إلى رجل يجلس مع عدد من الرجال أمام أحد المقاهي، ليقف الأخ مكانه ثابتاً دون أي حركة لعدة دقائق، ومن ثم صارخاً: "الله أكبر، لح يوقف قلبي، بيشبهو بيشبهو.. لا تخافي". الشخص المشار إليه هو ببساطة رجل من تركيا يشبه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وردة فعل الفتاة وأخيها أمر طبيعي إذا ما أخذ بعين الاعتبار التاريخ الدموي للأسد الأب، وما يفعله الأسد الابن حالياً بالشعب السوري من قتل وتدمير. ولطالما ارتبط اسم حافظ الأسد بالنسبة للسوريين بالرعب والخوف الذي لوّن حكمه لسوريا، ولعل إصرار السوريين في بداية ثورتهم على تحطيم تماثيله وترديد هتاف: "يلعن روحك يا حافظ"، ليس مرده فقط الانتقام من عصره المخيف بل وتحطيم أية آثار من الرهبة لهذا الديكتاتور الذي تفنن في تعذيب السوريين وخلق دولة المخابرات الدموية. وانتشار الصورة على صفحات "فيسبوك" السورية أعطى السوريين الذين يعيشون ثورتهم طريقة إضافية للسخرية والتندر حول شخصية الديكتاتور الذي أرعبهم عشرات السنين. حتى إن البعض اعتبر أن ظهور هذا الشخص ما هو إلا هدية للسوريين لإعطائهم فرصة جديدة للانتقام - ولو لفظياً - من حافظ الأسد الذي جعل السوريين يهتفون طوال فترة حكمه: "إلى الأبد يا حافظ الأسد". حمل التاريخ العديد من الشخصيات الدموية التي شكّلت في المخيل الشعبي كابوساً مرعباً، والمحزن المبكي في الموضوع أنه ونتيجة لجو الرعب والخوف الذي أحاط بهذه الشخصيات حوّلها إلى ما يشبه شخصية "دراكولا" التي لا تموت ولا تنتهي. ويقال إنه وفي إحدى القرى الروسية ظل الناس يعتقدون بأن ستالين مازال حياً رغم مرور عدة سنوات على وفاته، وما زال بعض العراقيين - وحتى الآن - يتناقلون قصصاً خيالية مضحكة عن بقاء صدام حسين على قيد الحياة، بل وينتظرون عودته وبعضهم يحاذر في كلماته مخافة عودته وانتقامه! وكانت قوات الجيش السوري الحر، قد ألقت القبض على طيارين بعد نجاحها في إسقاط طائرتهما بريف حلب شمال البلاد، أحدهما شبيه لرئيس النظام السوري بشار الأسد. وقال بسام الدادة، المستشار السياسي للجيش السوري الحر، في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأناضول للأنباء، إن أحد الطيارين، وهو برتبة نقيب، قريب الشبه من رئيس النظام السوري بشار الأسد. وبحسب ما ذكره الدادة، فإن ما استخدم في إسقاط الطائرة من طراز "ميغ" في منطقة "الطعانة" هو مدفعية من نوع "م.ط"، التي لا يمكنها التصدي للطائرات، غير أن تحليق الطيارين على ارتفاعات منخفضة لضمان إصابة الأهداف، هو الذي مكن مقاتلي الجيش الحر من إسقاط طائرتهما بهذا السلاح. ونقل الدادة عن عناصر من الجيش الحر بالداخل السوري قولهم إن "الطيارين قد قفزا بالمظلات بعد إصابة طائرتهما، وحلقت مروحيات تابعة لجيش النظام فوق منطقة هبوطهما، في محاولة لمنع عناصر الجيش الحر من الاقتراب منهما، لكن الجيش الحر تمكن بالنهاية من أسر الطيارين".