ساعات تفصلنا عن بدء أولى جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل غدا بإذن الله عز وجل الذي يتطلع اليمنيون ليكون نقطة تحول في حياتهم ، وأول خطوة على طريق الحرية والكرامة والعزة ، فهو بداية الانطلاقة ليمن جديد وتصحيح المسار ولم الشمل بإذن الله تعالى .. إن الحوار قيمة حضارية راقية وإن الناس قد خلقوا على ظهر هذه البسيطة فحياتهم تستلزم اختلاطهم وتبادل المصالح بينهم والتعايش على الأرض بسلام ومعرفة كل واحد منهم ما له من حقوق وما عليه من واجبات ، وباختلاط الناس تنشأ الخلافات سواء كانت فردية أم جماعية فلابد من إدارتها والسعي في حلها ولن يكون إلا بالحوار الهادف والهادئ الذي يتيح لكل فرد أن يعبر عن رأيه ووجهة نظره بحرية ويجعل من الآخر أن يتقبل هذا الرأي بكل هدوء ومحبة وسعة أفق ورحابة صدر وكذلك الآخر يطرح الرأي ويتقبله غيره وبذلك يقرب الحوار وجهات النظر ويقلص ويقلل التشتت والتباين في التوجهات والآراء ويعلم الجميع كيفية وأهمية الاستماع للآخرين وحسن الإصغاء لهم .. فهنا تتجلى الحكمة اليمانية التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) عندما ترك اليمنيون أسلحتهم ، العنف ، الاقتتال ، التناحر ، التدابر ، التقاطع ، والتشتت وهبوا جميعاً ليبسط كل واحد منهم يده لأخيه للجلوس معاً على طاولة واحدة وتحت سقف واحد ليتحاوروا في كل قضايا اليمن ابتداءً من نقاط الاتفاق ومروراً بكل قضايا الخلاف في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيتيح المجال لكل أعضائه بطرح أفكاره وتصوراته لشكل الدولة القادمة ونظام حكمها وأسس ومبادئ دستورها الجديد وحل القضية الجنوبية وقضية صعدة وأسس بناء الجيش والأمن والحقوق والحريات والقضايا الاجتماعية والاقتصادية .. مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نأمل أن يخرج لليمن بقرارات نهضته وعزته وكرامته ، وعوامل بناء الدولة المدنية الحديثة .. فعلى المتحاورون احترام بعضهم البعض والتواضع للآخرين وحرصهم على الاتفاق والصبر وأن يكون الهدف الأسمى هو مصلحة هذه البلاد وقبل هذا وذلك إخلاصهم لله سبحانه وتعالى ليوفقهم لما فيه صلاح البلاد والعباد ..