دائماً ما تختبر معادن الناس عند الشدائد والمحن و الأزمات فتنكشف الخبايا و يخرج ما تحت اللباس يظهر سلوكاً نستطيع من خلاله معرفة أصل هذا الإنسان. إن الثورة التي تعيشها بلادنا و تداعيات العقاب الجماعي قد أثرت على جميع جوانب الحياة، ومدينة عدن ليست ببعيدة عن هذه التداعيات مع اختلاف قوتها من محافظة لأخرى إلا أن عدن الأقل تأثراً بشهادة الجميع والحمد لله. لكن الطامة الكبرى و ما رأينا في الأيام الأخيرة و أخص بالذكر الجانب البيئي فقد أصابني بصدمة شديدة ..هل هذه عدن؟. و هل هؤلاء أبناءها؟ يحيرني الجواب فأنا في ذهول رهيب، لقد عصفت هذه التداعيات بمحافظات كنا بالأمس القريب نتفاخر بأننا أكثر تمدناً وتحضراً منهم. و أثبتت الأيام حسن تعاونهم وتكاتفهم وهذا شيء يستحق الاحترام. مشاهد جبال القمامة في كل الشارع و في كل أزقة مدينة عدن و مشاهدة الجار يرمي بمخلفات منزله أمام بيت جاره و آخر يفتح بابه ليرمي القمامة في الطريق الذي أمامه كل هذا يضعنا أمام إفرازات خطيرة أهمها: أنه تم العبث بفطرة أبناء عدن التي طالما تغنينا بها عبر التاريخ الطويل و هي المدينة الجميلة منظراً و النظيف أهلها و الفائح شذاها و ريحها الطيب. إن روح التكافل بين أبناء المدينة قد غابت وهي المشهورة بطيب أهلها و تراحمهم و لين طباعهم. أخواني وأحبابي .. أبناء عدن الحبيبة.. إن واجبنا اليوم أن نظهر الوجه الحقيقي لأبناء عدن حتى يزهو وجه عدن الجميل بالعودة إلى فطرتنا الجميلة و إلى أخلاقنا الإسلامية السامية.. فأصلنا طيب و معدننا نفيس. و أخيراً نوجه سؤال للسياسيين في عدن هل آن أوان التحرك لمصلحة عدن أم أن الخلاف حول التحاصص والكراسي و المناصب مازال سيد الموقف. نتمنى أن نرى جواباً.