كل شخص لديه من الفرادة ما يجعله يعتز بذاته ويقدم نفسه للآخرين وللمجتمع كشخص سوي وهذه القاعدة الذي لا ينكرها احد ، إذا لم تتدخل عوامل أخرى تحطم الذات وتدفعها باتجاهات أخرى . وحيث وان الكلمة الطيبة تكسر الحجر كما يقولون والنفس البشرية تواقة للكلام الناعم و تأنس لما تهواه . إن ما يجعل المرء يتذكر هذا الكلام هذه اللغة الخشبية الممجوجة والمقززة عندما يقوم البعض بمعالجة ذاتية بائسة ، و مفاضلة لا إرادية يعتبر الإنسان نفسه مهزوما داخليا مما يحفزه لصب غضبه أللفضي تجاه الآخرين وغالبا ممن يخالفونه الرأي معتقدا بان النيل منهم سيودى إلى إيجاد ذاته وصفاء سريرته . وهذا ما يوضحه لنا علم النفس ببساطة . إنها البيئة والتربية والعلاقة المتبادلة بينهما وضعف التعليم والاضطهاد الذاتي للنفس واضطهاد الآخرين لها وهنا نظام الحكم بأذرعه المختلفة ونتائجه المدمرة . فعندما يتواجد تدهور في التعليم وتراجع ملموس في التربية وتفشي الغش وازدحام التلاميذ في الشعب الدراسية وحشو المنهج الذي يغرد خارج السرب ، وتحول المدرسة من بيئة جاذبة إلى بيئة طاردة لأنها بيئة حشو لا يعنيها القدرات والميول والرغبات ، وتسييس الوظيفة إضافة إلى تذمر الكل من ضبابية المستقبل وتدني مستوى المعيشة والإحساس بالغبن وصولا إلى وجود بيئة حاضنة هي الأخرى تعاني من التهميش والتدمير المنظم من خلال مخالب الفساد وفي وضح النهار وفي ليله ، إضافة إلى تخلخل الولاء للوطن بسبب الهزائم المختلفة ابتداء بالموضوع وانتهاء بالذات . عندما يتواجد كل ذالك تتراجع القيم الايجابية وتتقدم قيم التدمير وكراهية الآخر وتختل ثقافة المجتمع لصالح ثقافة التدمير والانتقام حيث يكون التخريب في وعي وثقافة شريحة كبيرة في المجتمع ليتمثل تارة بالانسحاب من المدرسة والالتحاق بالشارع وتارة أخرى بمخرجات تلبي صب الغضب ، ولا تلبي سوق العمل ، الغير متوفر في الأصل ، حيث يفرغ انتقامه هناك من كل شئ ابتداء من نفسه وانتهاء بكل ماله صله بالنظام من وجهة نضرة مثل قلع الأرصفة وأعمدة الإنارة والأسلاك الكهربائية والأشجار والمركبات الحكومية وامتد ذالك للإساءة في بعض الأحيان لأفراد لأنهم فقط تمثلوا فيهم صورة السلطة وجبروتها وأحيانا أخرى لنزعات مناطقية ضيقة كنتيجة طبيعية لأسباب خلخلة المفاهيم وبعثرت ما تبقى من معاني للقيم التي كانت عناوين رئيسية في مدن مثل عدن المدنية والانفتاح والثقافة ومدينة المدن وملتقى الثوار والأحرار كل ذالك حدث للأسباب أعلاه ، وساعد ذالك المناخ الحالي في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني حيث أنتج بشكل أو بآخر هذه الاضطرابات والتطرف في الرأي عند البعض تحت حجج مختلفة ليس اقلها الكفر بالوحدة وعدم الاستعداد على تقبل رأي الأخر . وهكذا في المجتمعات المضطربة ينتج بالضرورة خلل في التفكير الواقعي ويستبدل بردة الفعل العنيفة وهنا يتمثل بعدم قبول الأخر واستخدام قاموس السباب والشتائم عندما يحضر النقاش بقضايا حياتية يومية أو بقضايا الانتماء والوطن ، ،ليصبح التفكير هش والسلوك مدمر وغالبا ما يكون ذالك لدى الحلقة الأضعف في المجتمع ، ومن بين أوساط الشباب والمراهقين على وجه التحديد ، هناك حيث اختل التعليم الذي ينمي العقل وغابت التربية التي تهذب السلوك وتصقل ( اللغة ) وتجعلها أكثر قدرة على التعبير والمحاججة . ولان الحديث هنا يتعلق بالحلقة الأضعف كما اشرنا حتى لا نعمم في مكان ليس لأنه لا يجوز لنا التعميم فحسب ولكن حتى لا نسئ لملايين الشباب في الربيع العربي والشباب اليمني على وجه التحديد الذي حولوا حياة الأنظمة الدكتاتورية إلى جحيم وعامهم إلى عام سوداوي . تماما كل ما صببناه في الإناء ، فكل إناء بما فيه ينضح