كغيرها من مؤسسات الشعب بدأت المؤسسات الإعلامية الرسمية تعود لمالكها الحقيقي "الشعب"، بعد سنوات من اغتصاب السلطة لصالح "عصابة صالح"، و تتفاوت طرق عودة هذه المؤسسات إلى صاحب الحق الشرعي فيها، حسب ظروف كل مؤسسة و طريقة عمل القائمين عليها، فبينما كان سمير اليوسفي و إخوانه في "الجمهورية" يدشنون رحلة العودة النبيلة خط الأستاذ/ حسن عبد الوارث طريقه السالك بقوة الحق و مضى كقلمه المارد حتى تمكن من انتزاع "الوحدة" من براثن الخاطفين ليعيدها سالمة ومعززة مكرمة، و البقية في طريقها و لكل ٍ طريقها وطريقتها، ما شهدته دائرة التوجيه المعنوي "قلعة الحكم المحصنة" يعد طريقة مناسبة لاسترداد حق طالما تم اغتصابه من قبل "الشاطر حسن" الذي جعل منها دائرة محكمة الإغلاق لصالح "صالح" ومصالحه، صيّرها مملكة مملوكة لمالك واحد لا شرعية لملكه مثلما لا شرعية لحكمه، غدت الدائرة بفعل شطارة الشاطر خطا أحمر لا يجوز المساس به، و أضحى الشاطر منطقة عسكرية يحظر التجول في محيطها، وكم دفع كثيرون الثمن باهظا لأن صاحب المملكة الرابضة بالقرب من ميدان التحرير قرر معاقبتهم، ( سلام للكاتب والأديب/ محمد علي محسن و الأستاذ/ عيدروس باحشوان وبقية الأحرار الذين قالوا لا في وجه الشاطر و كان جزاؤهم القاسي في انتظارهم). و فيما كانت الدائرة تدير دوائر العدوان و تحيك المؤامرات واحدة تلو أخرى بهدف مواجهة الشعب وثورته كانت دائرة السخط تتوسع ضد الشاطر و دائرته التي أخذت تضيق شيئا فشيئا، و قديما قالوا : وعلى الباغي تدور الدوائر، وبالفعل دارت الدوائر جميعها لصالح الشعب والثوار الذين ساءهم أن يبقى الشاطر فاردا ذراعيه على مكتبه الوثير و سيده يترنح تحت ضربات الثورة المباركة، لذلك شاءت إرادة الشعب – و إرادة الشعوب من إرادة الله- أن لا يغادر صالح إلا وقد رأى مصارع أعوانه الواحد تلو الآخر، و أعتقد أن فجيعته ب" مدير دائرة التوجيه" لا تعدلها فجيعة، و إذا كانت غلطة الشاطر بعشر، فبكم ستكون سقطته؟ جميلة هي "الجمهورية" حين تشرق في صفحاتها شموس الحق والثورة والحرية، وما أروع "الوحدة" إذ تطل بهية بحجم فرحة الشعب بوحدته و انتصاره لثورته، أن تصبح وسائل الإعلام العامة "عامة" عموم ملكيتها لكافة أبناء الوطن، من دون أن يسارع فرد لتخوين البقية أو يقوم الحاكم بالتحريض على المعارضة و في وسائل يفترض أنها ليست ملكا شخصيا لمن يلقي تهم التخوين و يوزع صكوك الوطنية، ولا هي مجرد بوق يعتليه كل من يتقن النعيق ويجيد شتم الآخرين إن قالوا ما لا يروق لصاحب البوق، في عودة وسائل الإعلام العامة إلى مالكها الشرعي فرصة للقائمين عليها لاختبار قدراتهم و تجريب أدائهم دون أن يكون المعيار مقتصرا على كمية التهاني المبتذلة التي يدبجها صغار الفاسدين لكبيرهم، لأن التقييم سيكون بقدر ما استطاع هؤلاء الإعلاميون خدمة شعبهم ووطنهم وفق رسالتهم النبيلة و ليس من خلال ما يحرص أصحاب السعادة بطانة فخامته الذين يزينون له كل سيء و يجملون له كل قبيح ويوغرون صدره على كل شيء جميل رأوا في جماله و طهره خطرا ماحقا يتهددهم، لسان حالهم ما قاله أسلافهم: "أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"، في زمن الحكم المغتصب يرى المغتصبون للحكم في نظافة اليد ونزاهة اللسان شرا يتربص بعصبة الأشرار التي يتطاير شرها و شررها ليطال كل شبر في البلد، و يصير حملة الأقلام الشريفة هدفا لسهام كيدهم ومكرهم، يطاردون كل همسة حرة أو حرف شجاع، يعملون على ترويض ما يمكن ترويضه و ترويع من يسهل ترويعه وتركيع من يتسنى لهم تركيعه، و كل ذلك في سبيل تقديم الوطن كله – من خلال وسائل الإعلام- كما لو كان ملكية خاصة لصاحب الأمر والنهي الذي لم يعد يرى في البلد غير صورته و لم يعد يسمع سوى صوته، أما وقد ثار الشعب لانتزاع الحقوق المصادرة والسلطات المغتصبة فقد آن لكل مؤسسات البلد أن تعود إلى مالكها الحقيقي، وما للص إلا الطرد والعقاب.