في هذه الأيام نجد ما شاء الله تبارك الله في صفحات الأنترنت وأخص بالذكر الفيس بوك من هجمات بين جهات وأخرى هذه حركة شعبية وهذه حزب حاكم وهذه حزب معارض والاتهامات المتبادلة بينهم البين أنت لك أجندة وأنت صاحب مشاريع خارجية وأنت عميل لإيران وأمريكا إلى آخره من هذه الكلام . أصبح الكثير منا سياسياً بل ومحلل ويفهم بجميع الأمور ولكن للعلم ليسو هؤلاء الوطن وليسو هم الغالبية ... الغالبية هم الفئة الصامتة التي لم تخرج بعد .. الفئة الصامتة التي تتألم ولكن تتألم لوحدها حزينة لم تجد من ينظر لها والسبب أنها إلى يومنا هذه لم تنظم لتلك الجماعة أو تنظم لذلك الحزب ، هذه الفئة التي لاتستخدم الأنترنت بل لاتعلم ماهو ، تلك الفئة التي تأكل اليوم وقد لاتعلم هل ستأكل غداً. الفئة الصامتة لايهمها من سوف يحكمها بقدر ما يهمها بماذا سوف تُحكم وماهو مصير لقمة عيشها مع هذه الحاكم أو ذاك . لاتعلم كم ينتج البئر الفلاني ولا عقود الغاز العلانية أو غيره همها ما آتي في سورة قريش وهي من النعم التي أذا وجدت في قوم تكفيهم (( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) لقمة العيش والآمان . أهل عدن والجنوب للعلم على قولة البعض شعب (عرطة) ، فهم مساكين وطيبون وأحلامهم أن جلست معهم أحلام بسيطة للغاية ، الوحد منهم يتمنى منزل صغير يضمه ووظيفة تكفيه للقمة عيشه وكم سيكون جميلاً لو تكون وظيفة حكومية ولو راتبها بسيط ولكن يهمه بعدين عندما يتقاعد أن يستمر الراتب والآمان الوظيفي ، الطماع فيهم قد يحلم بسيارة تحت منزله وكفى هذه أحلامهم ، لا يفكر بعمارة من 10 أدوار وتحتها دكاكين مع رصة سيارات في الفلة حق الزوجة الأولى غير الفلة حق الزوجة الثالثة كما نرى من بعض أخوننا من أطراف أخرى. أحلامهم أنه أذا مرض أبنه أو أحد أفراد أسرته يجد في المشفى من يداويه ، ولكن للأسف اليوم لا نجد المشفى من أساسه !!! أحلامهم في أيام الصيف أن يستطيع أن يعمل مكيفة 3 أو 4 ساعات فقط في الليل كي يستطيع النوم ولا يفكر بالنتائج المترتبة عن ذلك التشغيل والرعب الذي نعانيه قبل قدوم الفواتير وقيام الليل والدعوات أو يضطر البعض بأن يتحول إلى كهربائي ويلعب ببعض الأمور ... أحلامهم بأنه عندما يستحم لا يضطر بأن يفتح براميل المياه المتراكمة في الحمام كي يستحم وعند تصفية صحون الأكل (أن كان في أكل) أن تستخدم الحنفية مباشرة ولاتجلس ترفع بالدي حق مي وتنزل بالدي الثاني وفي الأخير تصيح ياظهري ... أحلامهم بأنه عندما يذهب أطفالهم للمدرسة يكونون على يقين بأن طفلهم سيعود سالماً وليس كما حدث للطفل المسكين في المكلا أصابته الرصاصة وهو في الإستراحة فذهب هدراً.. أحلامهم بأن يستطيع أبنهم الدراسة في المدارس الحكومية بتعليم ممتاز ولايضطرون للتسلف من أجل ادخاله مدارس خاصة أو لتعلم الإنجليزية في المعاهد . أحلامهم بأنه أذا أشتهى اللحم يستطيع أن يتناوله مرة في الأسبوع وبالذات يوم الخميس مع مروقي (دلع مرق) !!! وأن يصبح السمك من ضمن سفرة طعامه كما كنا متعودين قبل آلالاف السنين !!!!! أحلامهم بأنه أذا أكمل الغذاء بأن يقدم له فاكهة ، من موز وإن امكن مرة بالأسبوع برتقال والأسبوع الثاني تفاح. تعلمون ماهو التفاح صحيح ؟؟!! حاجة شكله زي الطماط بس جافية من داخل !! أحلامهم بأن يستطيع أن يشتري بدلة أو أثنيتين في العيد الصغير والكبير فقط ويستخدمها طوال العام إلى أن يزعها في احد الأيام فتبقى مستقيمة غير قابلة للطي إلى العيد القادم من العام القادم في السنة القادمة من الأيام القادمة المتقدمة كي يشتري غيرها!!!! أحلامهم و أحلامهم وأحلامهم.. أصبح العديد منهم لايهمه من سيحكمه سواء من الداخل أو الخارج بل البعض أصبح يتمنى عودة بريطانيا ولايبقى من هم الآن على السلطة . ليس همه من سيحكمه بل همه كيف سيكون حكمه ... فهل من المتواجدين الآن على الساحة قادر على تحقيق هذه الأحلام .. قبل أن ترد على سؤالي بمستحيل أنظر إلى تجربة ماليزيا وتركيا وبعض دول أمريكا اللاتينية وسوف تعلم أن ليس هناك بمستحيل… هذه الفئة أن وجدت من سيوفر لها أحلامهما البسيطة .. سوف تكون الجندي الأول للنظام الذي سوف يوفر لها ذلك. رحمة الله تغشاك وينور قبرك ياشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ..