كل البؤر التي تقلق يمننا وتهدد وحدته ، بل وتشكل خطرا على الأمن الإقليمي والدولي هي انعكاسات طبيعية لطبيعة النظام المتخلف القائم على مجموعة من الاختلالات البنيوية والاجتماعية كوسيلة وحيدة تمكنه من القضاء على خصومه السياسيين . العنف الحوثي المجنون ، تخبط الحراك المسلح ، ضواري القاعدة ؛ كلها انعكاسات لوضع النظام المشرف على النهاية. والحقيقة أن النظام أجاد اللعب على هذه النتوء المرضية بطريقة أضعفت القوى الوطنية وكادت أن تودي بها لولا عبقرية هذه القوى التي استمرت في نضالها سالكة الطريق الذي تجده مناسبا لإخراج البلاد من هذا الوضع المزري.
تلك العناصر المقلقة اعتمدها النظام كوسيلة لاستجداء الغرب وكان ذلك في الغالب على حساب دماء وعيش اليمنيين. وعندما اندلعت الثورة استحال ذلك الاختلال المتمثل بالنظام وهذه النتوء من توافق متأرجح إلى تحالف متناهي الاندماج ؛ هذا التحالف قائما بين بقايا النظام والحوثيين والقاعدة والحراك المسلح -تحديدا بينهم- ومن تبقى من كتائب الحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية و الاستخباراتية.
والحقيقة التي يصر المجتمع الدولي على التأخر في فهمها هي أن هناك قلب يضخ دم العنف في هذه المربعات التي لا تملك أن تقدم للناس سوى العنف.
والسؤال الملح هنا لماذا يصر المجتمع الدولي الدولي -الذي طالما تحدث عن أهمية استقرار اليمن - التأخر في فهم أن علي الآنسي رئيس جهاز الأمن القومي يرصد ويخطط وأن الأنجال بمن تبقى من الحرس والأمن وكذلك القاعدة و الحوثيين ينفذون الضربات الموجعة للشعب اليمني ولأمنه واستقراه وكذلك اقلاق مصالح الاقليم والعالم؟
يا ثوار ، يا عالم ، إذا كنتم مصرون بالفعل على أمن اليمن فليس المدخل إليه إسقاط هذه القوى للوصول لإسقاط النظام ، بل إسقاط النظام كمدخل لإعادتها لعملها الطبيعي الذي ينتهج السلم في نيل المطالب المشروعة لا الهمجية والبربرية والعنف .
هذا هو الطريق الوحيد لأمننا جميعا (اليمن والإقليم والعالم).
أقصد إسقاط بقايا النظام ، إسقاط القاتل علي الآنسي وتعطيل جهاز أمنه القومي الذي يعد في الحقيقة جهاز إقلاق قومي وعالمي، كذلك إسقاط كل المراهقين وعلى رأسهم الأنجال الذين يغتصبون قوة تفتك بشعبنا ليل نهار .
عند إسقاط هؤلاء ستسقط تلقائيا كل المشاريع الصغيرة ، مشاريع ما قبل التاريخ من قاعدة وحوثي وحراك مسلح ، وسيستتب الأمن في اليمن ، وتتلاشى كل المخاطر التي طالما أبدى المجتمع الإقليمي والدولي قلقه منها.