اختلف المؤرخون والمؤصلون حديثا في تاريخ حضرموت وهل هي جزء من اليمن أم اليمن جزء منها ؟ أم لا علاقة بين الاثنين إلا مجرد الجوار وراح يسرد كل ذي رأي أدلته ليؤيد رأيه ويؤكد مذهبه . أما أنا فلا يهمني كثيرا هذا التأصيل بقدر ما يهمني كيف كانت مكانة حضرموت في الماضي وكيف صارت ؟! وكيف كان دور أصحابها قديما وكيف غدا؟... لماذا ؟ لأنني أرى أن ما دفع هؤلاء الباحثين والمتحدثين إلى هذه الآراء إلا ما وجده أبناء حضرموت من تهميش لا يليق بهم مهما ساءت ظروف الزمان. ففي رأي من يرى حضرموت جزء لا يتجزأ من اليمن يرى أيضا أنها أم اليمن الرؤوم وهي من عصرت له من بين فرثها ودمها لبنا خالصا سائغا للشاربين من كل أقطاره , فلماذا لا تجد من هؤلاء الأبناء بعض البر والحب والتقدير ؟. وفي رأي من يرى أنها مجرد جارة , أليس الأجدر بالجارة الكبرى بعد أن أصبحت زوجة للوالد وخالة للأبناء أن تجد من زوجها ما يليق بمالها وجمالها وحسبها ودينها وقد جمعت كل الخصال المغرية بالزواج منها حلالا لا تمتعاً ؟.. أما أبناء حضرموت فلا استغرب أن تصدر من بعضهم مثل هذه الدعوات التي يرى البعض أنها عنصرية أو انفصالية أو ليسموها ما يشاءون ومبرري في ذلك أن أهل حضرموت لم يكونوا يقبلوا بحكم مباراة من عدن سابقا كما يقول محمد أحمد غالب فكيف يقبلون بحكم في كل شيء ..- إلا على مضض – والسبب أننا حين ننظر شرقاً نجد الحضارمة قد فتحوا الدنيا بالسلام والإسلام ولازالوا يتقلدون أعلى المناصب في اندونيسيا وماليزيا وغيرها من بلدان شرق آسيا كما هو معلوم..وان اتجهنا غربا رأينا مآثرهم بادية للعيان في أوروبا وأميركا وقد زعم البعض أن باراك أوباما من أصل حضرمي واسمه مبارك حسين بومان !!. وفي أفريقيا لا يزال بعض السادة والقادة ينتسبون إلى قبائلهم الحضرمية إلى يومنا هذا, وفي الخليج وخاصة في السعودية نجد أغلب تجارها ورؤوس أموالها يمتلكها الحضارم. ثم نلتفت إلى أرضنا وموطن أحلامنا فلا نجد ما يليق بنا ولا بأرضنا من المكانة و الحظوة والتقدير .. فلماذا؟ ( سؤال يستحق الكثير من الصمت والتدبر للإجابة بصدق). أخيراً... يجب أن يفهم من في الداخل ومن في الخارج أن الحضرمي وإن صمت لسانه فإن يده ذات بلاغة، وسنثبت يوما أننا الأجدر بقيادة العالم ,فقد وصفنا النبي صلى الله عليه وسلم بأننا أهل أمانة وشهد لنا العالم بها , وقد ضربنا للدنيا أمثلة ونماذج نادرة في النجاح والتفوق والإتقان ، فليس أمام العالم إلا أن يفسحوا لنا المجال لنقوم بدورنا في إنقاذ البشرية جمعا وليس اليمن فحسب !. لذلك فقد حان لنا وقت الزعامة ،فإن كان بالسلام كنا مهاتير محمد و بدوي والعطاس وبن شملان وبن غانم ... وإن سدت أبوابه في وجوهنا ...ربما صرنا ( بن لادن وبن الشيبة و...إلخ). وإنا لقومٌ لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبر.