فشل اللقاء الجنوبي الذي دعا له سفير المملكة المتحدة البريطانية في القاهرة كان أمرا طبيعياً ومتوقعاً فالمملكة التي كانت لا تغيب عنها الشمس صحت فجاءت بعد خمسة وأربعون عاماً من رحيلها عن عدن بعد رحلة كفاح خاضها شعب الجنوب وتذكرت بأنه كان لها أتباع فحاولت الدخول في لعبة الاستقطاب التي تقوم بها بعض القوى الدولية والإقليمية في الجنوب إلا أنها هذه المرة أضاعت الحيلة والفتيلة ،وفي محاولة بائسة منها حاولت أعادت الروح لبعض أتباعها القدامى الجدد بهدف الدفع بهم إلى واجهة الأحداث وسعت الى تلميعهم ليكونوا العصا التي تتكاء عليها في الجنوب متناسين بأن الأوضاع قد تغيرت وان التأسيس للمستقبل بأدوات الماضي لم تعد مقبولة وان على القوى الإقليمية والدولية إذا ما أرادت أن يكون لها دور في الجنوب فيجب عليها التعامل مع الجنوبيين كشركاء لا أتباع. وبالعودة إلى اللقاء الذي كان يفترض عقده أمس نجد بأن الإطراف التي كان يسعى السفير البريطاني بأن تشارك في هذا اللقاء فإذا ما استثنينا الرئيسين ناصر والعطاس والقيادة المؤقته لمؤتمر القاهرة اللذان اعتذرا عن المشاركة نجد بأن الأطراف الأخرى غير فاعلة ولا يوجد لها اثر على الأرض ،ولذا مسألة فشل اللقاء كان امرأ طبيعياً ومتوقعاً مثل ما فشلت لقاءات سابقة ستفشل اي لقاءت قادمة طالما وهي تريد تجاوز الحراك الجنوبي السلمي الحامل السياسي للقضية الجنوبية فالقوى التي غاب عن بالها ذلك التجاوز نؤكد لها حتى يترسخ في اذهان أي متسلق او مختطف لقضية الجنوب بأن الحراك الجنوبي بات معترفاً به دولياً كممثل للقضية الجنوبية شاء من شاء وأبا من أبا وان اي مشاورات او حوارات لا تلبي أمال وتطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال واستعادة الدوله ولا تتعامل مع الحراك السلمي الجنوبي كحامل وممثل سياسي للقضية الجنوبية سيكون مآلها الفشل.