هناك أناس يقال عنهم بأنهم (سادين هم وعقولهم)أي أنهم مندمجين مع أنفسهم ويعتقدون أنهم صفوة المجتمع وأنه ليس هناك مثيل لهم في هذه الحياة والأمثل لهؤلاء الناس كثيرة في الحياة الواقعية ولعل افضل مثال في الفترة الحالية لهذه الفئة من الناس هو المدعو عبده الجندي الذي اصبح لديه مؤتمر صحفي يشبه المسلسلات المكسيكية التي لا يعرف احد متى تنتهي وقد تساءل البعض منذ وقت مبكر عن الداعي لهذه المؤتمرات التي ليس لها مثيل في أي دولة في العالم إذا ما استثنينا الخارجية الأمريكية التي يتحدث المتحدثون فيها عن الأوضاع في العالم . المؤتمرات الصحفية أصبحت نكتة ممجوجة ينظر إليها الشارع اليمني باعتبارها فقدت مصداقيتها إلا إن البعض ينظر اليها كوسيلة من وسائل التهريج وينظرون اليها كأنها أحد التمثيليات التهريجية التي يتابعها الإنسان في لحظات الطفش وتجد البعض يتابعها لكي يستشف منها التوجهات العامة لبقايا النظام الذي اكل الدهر عليه وشرب وقد لاحظ البعض ان هذا الجندي في كل حلقة من حلقات المسلسل المكسيكي يركز بطريقة غير مباشرة على موضوع معين يكون في احيان كثيرة خاص به وبحياته الشخصية كما حصل في الأسبوع الماضي عندما حاول أن يهاجم وزير الداخلية اللواء الدكتور عبد القادر قحطان بسبب ادعائه بأنه لم يعتمد له سوى ثلاثة أفراد من المرافقين والمضحك المبكي هو أن هذا الجندي يعتقد أنه مهم جدا إلى درجة أنه يحتاج إلى كتيبة من المرافقين وقد استفاد من بعض التمثيليات التي تم القيام بها لكي يقال أنه مستهدف ولا ندري ممن وما هو حجمه حتى يتم استهدافه. إن هذا الجندي قد تخلى عن كل المبادئ التي كان ينادي بها عندما كان ناصريا وهي التي تطالب بالنزول إلى الشعب والاختلاط به وتلمس همومه بعيدا عن البرجوازيه والطبقية ونسي في غمرة الأموال التي يجنيها من هذا التهريج أنه ابن طبقة زراعية متواضعة وأنه ليس هناك حاجة لكثرة المرافقين اللهم إلا إذا كان يحس في قرارة نفسه بعقدة نقص يحاول أن يغطيها بطلب زيادة عدد المرافقين حتى يشعر بأهميته. إن وزير الداخلية لو سمح بأن يكون لكل من هب ودب عشرات المرافقين على حساب الدولة فإنه بذلك سيحتاج إلى جيش عرمرم من الجنود وهذا يعني تحميل الدولة فوق طاقتها من الأموال التي الشعب بأمس الحاجه لها كما أن الوزير بحاجة إلى هؤلاء الجنود لكي يوفر الأمن والسكينة العامة لعموم المواطنين وليس لعبده الجندي وأمثاله من المجهولين الذين يريدون أن يظهروا على السطح على حساب الوطن.