إنتهى نظام علي صالح..وعلى البقايا أن تيأس تماماً من العودة الى السلطة .. هي ثورات الربيع لاتتوقف بمجرد سقوط الرؤساء ، والأركان المساعدة ، بل تستمر في أداء واجب النضال .. الثورة هنا تمضي كنهج ودور رسالي حتى ينضوي تحت لواءها الجميع .و إذآْ فإن سقوط الحاكم كشخص أو مؤسسة لايعني أن أنصار النظام ستتوقف عن الكيد ، لأن الفاسد المستبد أوهم عبيده أنهم ((الأصل)) وغيرهم ((إستثناء))! إن هذا ((المتضرر)) من ثورة الشعب يزعم أنه طرفا رئيساً في الحوار ، بينما هو يقصف أبراج الكهرباء بالقذائف ويعطّل خدمات الشعب . هذا "المتضرر" لن يمل أيضاً من البحث عن أساليب جديدة لعقد تحالفات , قد تصل على حين غفلة من الأحرار الى مستوى تنسيق مع قوى ثورية معتبرة .. إنه كيد "المطرود" الذي يحقد على من ثار عليه. رأينا بعض أنصار النظام يرحبون بالثورة لكن بألسنتهم , وحين تضرب أنابيب النفط بالهاون يبتسمون بطلاقه , ويرحبون بقلوبهم! كان أحرى بهولاء "المبعدين" من أذهان الناس أن يوفروا جهدهم ويجعلوه في المكان المناسب . هم أخرج ما يكون لتلمس الطريق الصحيح الذي يسير عليه الأحرار ، الطريق الذي ليس فيه موضع قدم لخائر ولا راية لراعية بوار!! إن من يقتنع بالثورة ، يتتلمذ في مدرستها، ويحفظ الدرس الذي يقدمه الأحرار المعلمون فتقع كلماته من القلب بمكان . إن شخصآْ يدّعي أنه "ثوريآ"، بينما سيرة ذاته وسلوك روحه "مؤتمر شعبي قديم"، فهذا متزلف ينتظر من حكومة الوفاق أن تخفق فيتهافت يقدم نفسه بديلاً ناجحاً !! إن "المتضرر" يراهن على اللحظة التي يقتنع فيها الثوار أن أهدافهم قد تحققت. هو يظن أن "الثورة" هي هذه الساحات، وما درى أن كل شبر فوق هذا التراب سار عليه موكب الأحرار هو "ثورة". حتى يدرك الحاطون أن الثورة قد تحولت الى ذرات في ماء الشُّم الأ ُباة، ويعلم القريب والبعيد ايضاْ أن في كل قلب ساحة ثورة، وفي فناء كل منزل ميدان حرية. إن هولأء "المبعدين"من بقايا النظام والأنصار يُظهرون التغابي للتعمية على الشارع وإثارة البلبلة، ترى رهانهم دليل على قلة العقل ونقصه أحياناً لدرجة مفرغة!! وعليه فالثورة قامت لتبقى "مستمرة" ومالم يغادر أولئك مربع الفساد والعناد فإنهم سيكونوا عرضة لضربات الثورة.. هنا يجب أن يفهم بقايا النظام أن أخرار هذا البلد عندما خرجوا الى الساحات، لم يخرجوا لطرد محتل أجنبي أو غزو جاء من الخارج، إنه في مثل هذا حالة تتوقف الثورة بمجرد طرد الغزاة وجلاء المستعمر،لكن "الغزو هنا من الداخل إن صح التعبير، وفي وضع كهذا تظل الثورة مستمرة حتى يتهذب سلوك الروح، ويتم طرد وجلاء أفكار الفساد والعناد من العقل والقلب. ومن يصر على الإستكبار فإن الثورة تصر على الإستمرار، فتضل تعمل في الشجرة الخبيثة حتى تجتثها من الجذور وتعطُل تحتها نوى البذور! ايُّها الحاطون لن يكون منقذاً لكم إخفاق حكومة الوفاق لاسمح الله ..أنتم لن تعودوا بديلاً، لأنكم فشلتم 33عاماً.. الشعب الآن يبحث عن الأصلح.. أنتم مكانكم في الزاوية الضيقة، حتى تفتحوا لأنفسكم آفاق جديدة.. فمن السفه أن يحلم "المطرودين" بالعودة الى ممارسة السلطة، لأن هذا التسلّط المقيت على رؤوس الشعب إحترق عرشه وذهب رماداً تذريه الرياح "ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره".