سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالأمس وقع وثيقة العهد والاتفاق ثم انقلب عليها وشن حرب 94م متجاوزا قرارين دوليين ... صالح يظن أن التاريخ قد يتكرر وشباب الثورة يعتقدون أن الزمن تجاوز صالح
عدن اونلاين/خاص عاشت الجمهورية اليمنية أزمة حادة بعد أربعة أعوام من تحقيق الوحدة في مايو1990م، بسسبب خلافات شركاء الوحدة بعد أول انتخابات برلمانية شهدتها الديمقراطية الوليدة، وما رافق الفترة الانتقالية من أخطاء ومشاكل لا مجال لحصرها هنا. وبعد سلسلة مفاوضات وأزمات أثمرت التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق والتي كانت بمثابة الأسس التي ستضمن تجاوز سلبيات المرحلة الانتقالية وما أغفل من خطوط وضوابط في اتفاقية الوحدة، وهي المخرج الآمن للدولة اليمنية الحديثة. وفي فبراير سنة 94م وقعت أطراف الأزمة اليمنية على وثيقة العهد والاتفاق برعاية ملك الأردن حسين بن طلال في عمان، لكن صالح الذي كان أساس الأزمة وجذر المشكلة ، انقلب على ما وقع عليه واصفا إياها ب(وثيقة الخيانة)، ثم شن حربا عسكرية ضد الحزب الإشتراكي اليمني –شريك الوحدة- وأقصاه من الحياة السياسية بالسيطرة عسكريا على كل الجنوب، متفاديا قرارين دوليين أصدرهما مجلس الأمن الدولي في الحرب، وفيها دعا الأطراف المتحاربين في الجمهورية اليمنية(الجنوب والشمال) إلى الحوار وعدم الاحتكام للسلاح. لكن صالح ذهب إلى أخر المشوار ليفرض الحل العسكري ويتعهد بإزالة آثار الحرب، وهو ما لم يحدث بل أوغل في استباحة الجنوب وأقصى من وقع معه الوحدة ليستفرد بالقرار، وحينها تعرض الوطن والتجربة الديمقراطية والحزبية لأكبر هزيمة ما تزال مظاهرها باقية حتى اليوم.
صالح يعتقد أن الثورة المتعاظمة ضده اليوم في ساحات المحافظات جميعها لا تختلف عن تحديات سابقة واجهها باقتدار وخرج منتصرا منها. وهو يرى أيضا أن التاريخ أعاد نفسه من جديد، من خلال ثورة تريد أن تنهي حكمه مسنودة بقرار دولي رقم2014 ، ولأنه خبر مواجهة الأزمات وبرع في إزاحة الخصوم، يظن صالح أن باستطاعته تجاوز ما يجري اليوم في الساحات اليمنية، والقضاء عليها كما فعل من قبل، فالرجل خبرة وبارع في النزال واقتناص الفرص. لكن مراقبين سياسيين يرون أن الزمن قد تغيير وما كان متاحا بالأمس هو بحكم المستحيل اليوم، والقوي لم يعد قويا طوال حياته، كما أن صالح لم يعد يملك تلك التحالفات التي كانت سنده في الماضي فلقد أضحوا اليوم خصومه، وخصوصا حزب التجمع اليمني الإصلاح والقبائل، وقوة الثورة التي تكاد تسقط نظامه هو في سلميتها، وامتدادها الشعبي في كل محافظات الجمهورية. ثم إن قرار المجتمع الدولي اليوم حاسم لدرجة أنه لو تلكأ في تنفيذه سيكون عليه مترتبات فورية وعاجلة. وبحسب هؤلاء المراقبين فإن صالح في حكم المنتهي ومن سابع المستحيلات الإفلات من قبضة الثورة، أو تجاوز قرار مجلس الأمن، لأن الزمن قد تجاوز صالح والمستقبل في قبضة شباب الثورة المسيطرين على الساحة.