تتنازع لأجلنا الشقيقتان فالشقيقة الكبرى تحبنا حباً لا يماثله إلا عشق جميل بثينة.. فهي تخشى علينا من أن ينفلت عيارنا لذلك دأبت على دعم القبائل الموالية لها لضبط مسيرة حياة اليمنيين من الانحراف فتكون لهم دولة قوية تبطش بهم، وهي تخشى علينا من استثمار ما في باطن الأرض من المواد البترولية والمعدنية ليس لأن هذه المواد لا تفيد بل لأن هذه المواد فيها من الأضرار الكثير الكثير فتخيلوا لو أنا استثمرنا ما في باطن الأرض فعلى من سيتم توزيع هذه الثروة هل على المشايخ أم على مشروعات اقتصادية تعود بالنفع على جميع المواطنين؟ وماذا سنبقي للأجيال القادمة؟ وهي تخشى أن يصبح الوطن بغير مواطنين؛ لذلك لجأت لسن قوانين تعيد إلينا أبناءنا الشاردين، وليس السبب الوحيد بل إنها أرادت أن تلم شمل الأسر فالغربة شتات وأي شتات. لذلك ينبغي أن تكون هي بنفسها أو عن طريق شركائها في الداخل المتصرف الأول بكل شيء في البلاد والعباد. أما الشقيقة الصغرى فهي تبحث لها عن موطئ قدم يبرزها ويحبب الناس بها فهي تملك المال وتملك الإعلام وهما وسيلتان توصلان للغاية المرجوة.. لهذا ذهبت تدفع أموالاً لموالين لها اشترت بها ذممهم فأصبحوا يرونها شمساً تشرق عليهم بضيائها ينعمون بدفئ حرارتها. أعلنت عن مشروعات ضخمة لم يُنفذ منها شيء على الواقع.. أعلنت عن مبالغ كبيرة لم تُسلم منها شيء في الواقع، في الوقت نفسه تنافس الكبرى على السيطرة على القبائل من خلال ما تضخه من مال. توسطت الشقيقة الصغرى عند الخاطفين للإفراج عن مختطفين أجانب دون علم الحكومة.. السبب أنها تعلم أن البلد فقير وهي لا تريد أن تحمله أعباء مالية جديدة فقدمت المال للخاطفين بنفسها حتى لا تحرج الدولة ... ظن البعض أن هذا اختراق للسيادة والحقيقة أنها رفع الكلفة فنحن إخوة وما في بيننا رسميات- كيف وصلت للخاطفين؟ لا يهم، المهم النتيجة. أما هذا البلد فمسكين كل يعشقه ولكل أسلوبه في العشق.. منهم من يرسل المسدسات الكاتمة وغير الكاتمة لا لشيء إلا لأن السلاح بدون صوت لا يفزع الناس عند إطلاقة فلا يظن أحدٌ أن في الأمر شيء غير نبيل أو غير أخلاقي لا سمح الله. وهناك من يرسل السفن المحملة بالسلاح أيضاً لكن ليس الكاتم للصوت بل المفصح عن صوته ليقول لكل متربص نحن هنا ونستطيع حماية أنفسنا ولا تظن بأننا لا نستطيع الدفاع عن حدودنا. وإن كنا نشقى بحب الشقيقات فلا يتبادر إلى الذهن أن كلمة الشقيقة التي وردت قبل ذلك في المقال يُقصد بها وجع الرأس، فكل الشقائق تحبنا وتتنازع في حبنا فهدفها نبيل وعظيم؛ لذلك ينبغي أن نشكر كل شقيقاتنا ونسأل الله أن يحميها ويهلكنا فنحن نشكل عبئاً عليها ونشقى لشقائنا وشقوتنا لا بسبب شقيقاتنا.