إن الناظر بعين البصر والبصيرة إلى واقع كبار السياسيين في العالم أجمع يرى ان البعض القليل منهم من ترك بصمات واضحة إما على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي بصمات خلود في سجل ناصع البياض أوسجل أسود أغلق بين دفتيه معاناة وطن وأمة.. وحتى لا ننجر وراء الاستطراد في نجاح هذا أو إخفاق ذاك فأنني سأحول ما استطعت أن أوجز الكلام عن شخصيتين أسيويتين الجامع بينهما فقط المنصب فكلاهما تربع عرش بلده بوصفه رئيسا لها.. ولكنهما افترقا في كل شيئ إحداهما هي شخصية الزعيم الماليزي مهاتير محمد الذي تولى رئاسة ماليزياء وهي في اسفل الترتيب بين الدول النامية أو قل البلدان الأكثر تخلفا ليس معها من ثروات إلا الصناعات البلاستيكية ولكنه وفي فترة وجيزة استطاع بسياسته الحكيمة أن يجعل منها دولة اقتصادية تنافس على المستوى العالمي وبعد هذا الانجاز التاريخي ترك عرش ماليزيا طوعا مسلما البلد الذي لا يزال يعشقه حتى اليوم واعتقد جازما بان التاريخ سيظل يذكره لفترات مديدة.. أين هذا الرجل العملاق من النموذج الثاني المدعو علي عبدالله صالح المخلوع الذي تسلم قيادة بلد ينعم بكل الثروات فارض اليمن العالية التي تحرسها الحوجز الطبيعية والتي يحتمل وجود البترول بجوارها وهي تقع على أبعاد متساوية من أوربا وآسيا وافريقيا مثل هذه الأرض لايشك احد في أهميتها.. لهذا فأسباب نهوضها كلها متوفرة ..لكن زعيم الفساد كان حلمه عكس ذلك أراد أن يرى أمة تقدسه خوفا وتتبعه ذلا أراد أن يرى شعبا قبليا متخلفا يرهب به عدوه أو كما قال هو يريد منه ان يكون قنبلة موقوتة يفجرها متى شاء وليس أدل على ذلك ما يحدث اليوم لخطوط التيار الكهربائي وأنابيب الغاز والقطاعت المتواترة في الخطوط العامة والطرق الفرعية لقد استطاع أن يغرس حقدا ليجني الشعب بعد رحيله شوكا وآلآما ومآسيا تحتاج إلى سنوات وسنوات لمعالجتها أراد أن يرى وطنا ممزقا بعد رحيله وقد فعل أسس فرقا في قواته المسلحة التي تدين له بالولاء والبراء ليخرج من بين صفوفها المتلبس بلباس القاعدة وليس منها في شيئ ولباس الحوثي والحوثي برئ منه وغيرها من التكوينات التي ستفاجئ الجميع بظهورها لا قدر الله إن استمر الحال على ماهو عليه في ظل حماية من المسآلة القانونية وتحت الحماية الأقليمية والمباركة الدولية: (لا يؤخذون بما غلوا وما اختلسوا كأنم العلم للإجرام تبرير) وليس لنا في ظل وضع كهذا إلا أن نقول ارحل غير مأسوف عليك ارحل مطمئنا فقد حققت كل أحلامك وأمانيك ارحل ومن معك ومن ساندك سابقا أولاحقا مصطحبا إياهم جميعا إلى مزبلة التاريخ الذي ولا ريب سيظل يلعنكم بلسان الأجيال المتعاقبة التي كنتم سببا في شقائها .