هذا هو حال مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج مدينة الفل والكاذي لحج بكل تاريخها الثقافي والفني وتراثها الحضاري الذي اشتهرت به خلال عقود من الزمن ،لحج القمندان واحة اللحن والطرب الجميل ، لحج التي اشتهرت بالزراعة واخضرار أوديتها بمناظرها الخلابة أودية تبن والحسيني وبساتينها التي تخطف أبصار الناظرين بروعة جمالها وتنوع أشجارها ذات الألوان النقية والروائح العطرة التي جلبت الزوار إليها من مختلف بقاع الأرض خلال سنوات مضت ..... وها هي مدينة الحوطة تعيش هذه الأيام وضع مأساوي وحال يبكي عين كل ناظر ، ويكدر وجه كل متجول وسائر ، ويخيب أمل كل من أتاها زائر بسبب تكدس أكوام القمامة وغرق الشوارع بمجاري الصرف الصحي وبسبب الإهمال الذي طالها خلال الفترة الأخيرة . نعم لا يكاد يستطيع أي شخص المرور من وسط سيول ومستنقعات المجاري التي أغرقت اغلب شوارع المدينة ، ولن يتمكن أي مواطن حتى من تجميع وشراء بعض حاجات عيد الأضحى المبارك الذي سيحل علينا بالخير خلال الأيام القادمة أن شاء الله . وكيف نتوقع أن يتناول شخص ما وجبة الغداء في احد المطاعم ، أو كوب شاي في احد" الكوفي- بوفية " المطلة على تلك الشوارع ، أو يشتري بعض حاجاته وسط غرق الشوارع التي تتوسط ذلك السوق بمياه المجاري وانبعاث الروائح النتنة والكريهة التي تبعث في النفس الاشمئزاز .... ما الذي حصل لك يا عاصمة ألفن.. يا حوطة القمندان .. يا بساتين الفل والريحان .. يا مزارع المنانجو والرمان ؟ هل أتى اليوم الذي يسكنك من يجهل قدرك ومكانتك .. يتجاهل تراثك وأصالتك .. يعبث بتاريخك وحضارتك ؟ّ! من المسئول عن كل ذلك العبث بك يا حوطة الفن والجمال ؟ وكيف يعيش أبناءك يا فاتنة الطبيعة وسط هذه النفايات والمجاري ؟ وكيف يستطيع عشاقك من التجول في تلك الشوارع والأسواق ؟ و يا ترى هل يمر في تلك الشوارع حتى ولو بعض قيادات السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية ؟وهل يشاهدون بشاعة تلك المناظر ؟ وهل يستنشقون الروائح النتنة المزكمة للأنوف ؟ و يا ترى ما موقفهم من كل ذلك .؟ الجدير ذكره "أنه تم فصل مديريات الضالع والشعيب عنها" في عهد الرئيس اليمني الأسبق علي عبدلله صالح " في خطة التغيير الميوغرافي " المتعمّد تجاه جنوب اليمن " وتم نظم إلى الضالع " مناطق من شمال اليمن وأصبح الضالع محافظة في التقسيم الجديد ما بعد وحدة الدولتان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية اليمنية وأصبحت محافظة لحج 15 مديرية "بالتقسيم الجديد إلا أنباء الجنوب لايعترفون بهذا التقسيم وتعتبر مدن الضالع والشعيب ضمن محافظة لحج . وبلغ إجمالي عدد السكان بحسب تعداد 2004م(ما يتجاوز مليون نسمة ") بالإضافة إلى مديريات الضالع والشعيب " بحسب معلومات المركز الوطني "ولايعترف أبناء الجنوب بعد تفجير ثورتهم عام 2006م " بالتقسيم الإدري الذي أحدثه " نظام اليمن . ويتوزع السكان والمساكن والأسر في هذه المديريا"تبلغ مساحة المحافظة حوالي " 14 ألف كم مربع " تقع معظم هذه المساحة ضمن مديريات طور الباحة ، المضاربة ورأس العارة ، تبن في الجزء الجنوبي وتعتبر مديرية المضاربة ، ورأس العارة أكبر مديريات المحافظة مساحة (3697) كم2 ،كما تعد مديرية المفلحي أصغر المديريات من حيث المساحة (150 ) كم2. و تتمتع بأودية خصبة " منها " وادي تبن،وادي الحويمي ، وادي القيفي، وادي عابرين ، وادي حدابه ، الوادي الكبير، وادي شعب، وادي تقار ، وادي بطان ، وادي معادن ، وادي أديم ، وادي معبق ، وادي حطيب وذي حشب، وادي مقاضي ، وادي بنا، وادي الملاح، وأدي ذي ناخب وادي يهر ، وأدي بنا ،وعدد من الأودية الخبة في مديريتها وخاصة في الضالع والشعيب وحالمين ، كما تتمتبع بمناطق ساحلية " للمحافظة والمتمثل بالشريط الساحلي الواقع جنوب مديريتي طور الباحة والمضاربة ورأس العارة . حيث يعتبر الجزء الجنوبي لمركز رأس العارة شريطاً ساحلياً ابتدء من طرفه الشرقي حتى الطرف الغربي منه الواقع بالقرب من باب المندب . وبه تقع العديد من المنشآت السمكية والمصائد والمناطق السياحية . وتتمثل هذه الاجزاء بالمناطق السهلية المنبسطة وكذلك المناطق الصحراوية من المحافظة . أما المناطق السهلية والمنبسطة فتشمل مديرية تبن والمناطق المحيطة بها . كما أنها تمتد بإتجاه الشمال حتى قرب الحدود الجنوبية لمديرية ردفان ومن جهة الشرق حتى حدود المحافظة مع محافظة أبين ومن جهة الغرب وجنوب غرب المديرية حتى الحدود الشرقية لمديرية طور الباحة وجنوبا إلى مزارع جعولة وحدود المحافظة ساعد ذلك في وجود العديد من المزارع والبساتين التي تنتج أنواعا مختلفة من القواكة والخضروات وبعض المحاصيل النقدية. وتحتوي على مناطق صحراوية " تتركز في الجزء الجنوبي للمحافظة وتحديدا الأجزاء الغربية والشرقية والجنوبية من مديرية المضاربة ورأس العارة وتحديدا في مركز رأس العارة والأجزاء الشرقية والجنوبية لمديرية طور الباحة وهي عبارة عن قبعان واسعة أهمها القاع الواقع شرق مديرية طور الباحة المعروف ب( خبت الرجاع) وفي الجهة الشمالية الشرقية من مديرية تبن بإتجاه الحدود مع محافظة أبين وهو عبارة عن صحراء واسعة أيضا. علماً بأن هذه الأجزاء بالرغم من كونها صحراوية إلا أنها لا تخلو من التجمعات السكانية كما أن أجزاء كبيرة منها تعد أراض صالحة للزراعة بل أن هناك أراضي مزروعة وفي مواقع مختلفة من هذه الأجزاء.