اعتقد ان الحوثيين او انصار كانوا الوحيدين الذين يسيرون وفق خطة منظمة في الحوار الوطني وفقا لمخططهم المستقبلي الذي يريدون من خلاله ان يكونوا الجزء الاكبر واللاعب الاهم في القادم من تاريخ الدولة اليمنية وقد تجلى هذا بوضوح في مناوراتهم السياسية في مؤتمر الحوار فقد حملوا كل التضاد والتناقض في مواقفهم حتى يحصلوا على التأييد من الكل فقد اجتمعوا مع المؤتمر الشعبي العام في معاداة الاصلاح وفرض التغيير الكامل في هيكل الدولة بما يشمل من يروهم اعداء المرحلة السابقة ويتفقوا مع الاشتراكيين في موضوع الدفع بالإقليمين كخيار لشكل الدولة ويؤيدون موقف الحراك في الاصرار على تقرير المصير (بغض النظر عما يدور في سريرتهم) ويقفوا مع الاصلاح ولو كان ذلك بشكل غير معلن في مبدأ الحكم المحلي الكامل الصلاحيات الذي يخدم مشروعهم في صعدة. وقد تمكنوا من الانتشار في الفترة الاخيرة (فكريا) بين صفوف الكثير من المثقفين اليساريين حتى تشعر ان الفكر الحوثي جاء من الفكر اليساري او على مبادئه بينما هو عكس ذلك تماما بل انه حتى لا يناسب الفكر اليميني انه مبدأ يختلف مع الكل ولا يعلن ذلك (كان ذلك تقية او لأي سبب كان). لقد كان الاصلاح اكثر المتضررين من هذا الوضع واكثر الخاسرين من هذا التحرك للحوثي خاصة مع ظهور مؤيدين كثر له في صفوف التيارات المدنية والسياسية وفي اوساط الناس البسطاء احيانا مما اكسبه شرعية سياسية على الارض كما ان تحالفاته مع كل التكتلات في الحوار الوطني قد جعل منه الرقم الاصعب في المرحلة القادمة وكان يرى ان هناك وجه للحوثيين يجب كشفه للآخرين لبيان الشكل الخفي والرغبات المتسترة خلف غطاء المدنية لهذا التيار وقد جاءت الفرصة بعد خطبة الغدير لعبدالملك الحوثي التي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير فقد اعاد تأكيد المبدأ الذي يحاول الحوثيين عدم الاشارة اليه علنا وهو مبدأ الحكم في البطنين الحكم في أل البيت فقط دون غيرهم, وهو ما يسقط كل الحديث والنقاش حول اي انتخابات او اي شكل او اطار لدولة مدنية لا يقودها ال البيت بحسب خطبة الغدير وهو ما يبين ان كل ما كان يتم الحديث عنه لا يتعدى ان يكون مجرد تستر لفكر متشدد متخفي خلف هذا الستار المدني للبخيتي والخيواني وحاشد والسامعي و0غيرهم الكثيرين. وقد تمكن الاصلاح وباستخدام وسائل مختلفة او على الاقل عبر تحريض وتحشيد ودعم اطراف مختلفة الى ان يجر الحوثيين الى المعركة الدائرة اليوم في دماج والتي كشفت بكل وضوح الشكل الخفي للحوثي وبينت مدى استعداده للحرب وعدته وعتاده الكامل الذي يجعل منه رقم صعب حتى في مواجهة الدولة وليس مواجهات قبلية او حزبية محدودة. لقد انجر الحوثي الى الفخ فاغرا فاه احيانا واحيان اخرى فخورا زاهياً بما يحققه من انتصارات عسكرية لن تدوم طويلا ومتجاهلا ما يفقده من خسائر سياسية كان على وشك ان يكون الكاسب الوحيد او الاكبر من الحوار في المرحلة القادمة.