قصة الأطفال في ريف اليمن قصة من نوع آخر إذ تكون ملامح حياة الأطفال في الريف اليمني مليئة بالكثير من ملامح البؤس وشقاء الحياة القاسية خصوصا في ظل العادات والتقاليد المتعارف عليها لدى المجتمع اليمني في الريف الذي تسيطر عليها القبيلة وثقافة السلاح في وقت غابت فيه سلطة الدولة وتدهورت الخدمات الأساسية المهمة في حياة المواطنين. مشاهد مؤلمة : في الأسواق العامة تتجلى هذه الظاهرة بهول مأساتها، حيث يمكن مشاهدة كثير من الأطفال العاملين يجوبون الأسواق والشوارع التي ألفوها وألفتهم حاملين ما يقدر عليه ذلك الجسد النحيل من السلع المختلفة، وهنا يصبح الطفل في الريف رب أسرة من طفولته يحمل هموم المعيشة كغيره من الكبار . ولا شك بأن ظروف الحياة القاسية أجبرت كل الأطفال على العمل والبحث عن لقمة العيش لهم ولأسرهم، ومن خلال زيارتنا إلى احدى الأسواق العامة في ريف أبين , التقينا ببعض الأطفال العاملين فوجدت أن ظروفهم وقصصهم متشابهة إلى حد كبير، فكثير من الآباء يلقي على كاهل أبنائه بالمسؤولية الكاملة ويخلد هو للراحة والنوم في بيته، وبعضهم الآخر ضحايا للتفكك الأسري وأسباب أخرى. عمالة الأطفال ليست وليدة في اليمن : بحيث تواجه اليمن كغيرها من دول العالم الثالث تحدياً كبيراً يتمثل في تفشي ظاهرة عمالة الأطفال وانعكاساتها السلبية على الأسرة والمجتمع، حيث أن مشكلة عمالة الأطفال في اليمن ليست وليدة اللحظة لأنها تجتر فصولاً من التقصير الرسمي والمجتمعي نتيجة ضعف الرؤية المستقبلية وعدم الحرص على معالجة المشكلة في بدايتها ما يؤدي إلى تفاقم آثارها مما يقلل من فرص النجاح ولو بشكل محدود في مكافحتها، إذ أن ارتفاع معدلات النمو السكاني السريع وتزايد نسبة البطالة والأمية واتساع رقعة الفقر تعد من الدوافع الأساسية لخروج الأطفال إلى سوق العمل، ولا شك بأن تدفق الأطفال المستمر يشكل خطراً كبيراً على الطفولة والمجتمع وينذر بمستقبل مخيف.