ظهر مؤخرا مؤتمر حلف قبائل حضرموت إثر مقتل الشيخ سعد بن حبريش، ليعطي دلالة للمراقبين حول مسار سياسي جديد تتصدره القبيلة الحضرية لفرض واقع عجزت فصائل الحراك والأحزاب السياسية الحضرية في تحقيقه طول سنوات مضت. الحلف يصنع أمرا واقعا وسطا بين دعاة الإنفصال وفصل حضرموت عن محيطها، وهو أقرب إلى الإقليم المستقل المقبول تسويقه سياسيا وشعبيا، وسيقول الحلف لخصومه هانحن نحقق وحدة حضرموت وأطيافها ومشؤوعها فيما فشل غيرنا في تحقيق الإنسجام المجتمعي فضلا عن المشاريع السياسية المتعثرة منذ سنوات. حيث ستقدم القبيلة الحضرمية نفسها بالمنقذ الذي يجمع الصوت الحضرمي ويقدم حلولا مقبولة محليا وإقليميا ودوليا في إطار الإقليم الشرقي الذي يعده أكثر المراقبين اطلاعا على الوضع بالمشروع الذكي والواقعي في العصر الراهن. وفي هذا السياق يظهر تحالف القبيلة مع رجال الدين في خندق واحد حيث شارك فضيلة الشيخ العلامة أحمد بن حسن المعلم رئيس اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية ورئيس مجلس علماء أهل السنة والجماعة بحضرموت في مؤتمر (حلف قبائل حضرموت) و قدم واجب العزاء باسمه وباسم العلماء والدعاة واستنكار الاتحاد لهذه الجريمة البشعة في اغتيال المقدم سعد بن حمد بن حبريش.وألقى فضيلة العلامة أحمد المعلم كلمة هامة في الجموع الحاشدة تضمنت استنكار جرائم الاغتيال ومسلسل التصفيات الآثمة التي طالت العديد من القيادات والشخصيات في حضرموت والجنوب ، وأكد فضيلته على أهمية هذا اللقاء التاريخي وأنه ينبغي أن يكون بمستوى تطلعات الحضارم وآمالهم وأن نجاحه سيجدد الآمال في النفوس وفشله سيكون محبطاً لجميع الحضارم والجهود التي تتبعه. داعياً إلى حلف عام لا يجمع فقط القبائل وإنما يجمع جميع الشرائح والمكونات مذكراً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لقد شَهِدتُ مع عمومَتي حِلفًا في دارِ عبدِ اللَّهِ بنِ جُدعانَ ما أُحبُّ أن لي بهِ حُمْرَ النَّعَمِ ، ولَو دُعيتُ بهِ في الإسلامِ لأجَبتُ) وهو حلف الفضول الذي جمع مختلف مكونات أهل مكةالمكرمة على نصرة المظلوم وردع الظالم وأن المظلوم ينبغي نصره من أيّ قبيلة أو منطقة بل لوكان كافراً مظلوماً ينبغي نصرته ناهيك عن كونه مسلماً. واختتم فضيلته الكلمة بالتحذير من الانجرار وراء العصبيات الحزبية والفزعات الآنية الضيقة والأهواء من أيّ كان ، وأن الذي ينبغي أن يقود الناس هم أهل العلم والحكمة والرأي.واختتم كلمته بالدعاء بالتوفيق لهذا المؤتمر وأن يرد كيد كل من أراد كيداً بهذه البلاد ودينها وأمنها واستقرارها.