لقد تراضى الناس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة على شخص الرئيس عبدربه منصور هادي, وكان هذا التراضي قائم على الثقة والأمل فيه على أن يخرج اليمن من المصاعب التي يلاقيها, ومر عامان على ترشيحه وللأسف نجده بطيء جداً في عملية التغيير حتى تساءلنا: من أسرع الرئيس هادي أم السلحفاة؟ بل تحول في بعض المواطن إلى حجر عثرة أمام تغيير المفسدين وحامياً لهم من حيث لا يشعر, ووجدنا أنه لا يهمه المواطن اليمني بقدر ما يهمه نفسه وكرسيه, وكيف يحافظ عليه ويرضي بعض الأطراف على حساب البعض الآخر لغرض البقاء معهم في حالة حسنة, وقد تحول من رئيس للكل, إلى شيخ قبلي يرسل الوساطات من هنا وهناك لغرض التوسط لصالح فريق على فريق وهذا ما أثبته الواقع. ونتفاجأ في كل يوم بأمور تَظهَر جديدة, وهي أنه يخضع لدول أخرى ينقاد منها في كل شيء, ولا يهمه مصلحة الشعب الذي يحكمه؛ أهم شيء أن ترضى عنه الدول الراعية كي يستمر في الرئاسة إلى أكبر قدر ممكن من الزمن. والطامة الكبرى والتي لم نتوقع أن يصل الرئيس هادي إلى هذه الدرجة: هي أن يضغط بنفسه على الحجوري كي يسلِّم دماج للحوثي ويخرج إلى الحديدة, ونسي أنه رئيس للجميع وواجبه حماية الجميع!!!! ولكنه يقول ضغط من السعودية وأمريكا ( الداعمان الرسميان للحوثي ) فسبحان الله أيهما أولى بالمصلحة الشعب أم أمريكا والسعودية هل أنت رئيس أم موظف لديهم!! ألا يعلم الرئيس هادي بهذا الموقف الذي صدم به كل أبناء الشعب أنه وقع في الفخ الذي نصبه له أعداءه !!!!!!! ألا يعلم الرئيس هادي أن التباطؤ في عملية التغيير ينذر بكارثة على البلاد قد لا يسلم منها هو!!! ألا يعلم الرئيس أن تغافله عن المتمردين والمخربين يجعل البلد تقع في الهاوية!! ألا يعلم أنه لو ضرب بيد من حديد لأي مخرب أو متمرد أو انقلابي في أي موقف أنه لن يجرؤ أحد على تكرار نفس الشيء!! ألا يعلم أنه صار راعياً لهؤلاء من حيث لا يدري بتباطؤه الشديد معهم!! ألا يعلم أنه في كل يوم يفقد الثقة عند قطاع عريض من أبناء الشعب!!! ألا يعلم الرئيس هادي أنه يوصل رسالة لكل الأطراف في الساحة: أني لن أستجيب إلا للطرف القوي والمخرب والمفسد!!!! أي: املكوا السلاح وافرضوا الأمر الواقع, وسأسلم لكم ما تريدون (سياسة الأقوى يفرض نفسه ) إنها رسالة للرئيس هادي إما أن يثبت قوة رادعة ضد المخربين وقتلت الشعب والمفسدين في الأرض؛ وإما أن يعلن عجزه, فيختار الناس رئيساً بديلاً أفضل من أن يظلوا في خوف وقلق على مصير بلادهم, وقد مللنا تعذره بالحوار فالحوار طويل وبعده دستور أطول وبعده تطبيق سيستمر سنوات فهل نظل ننتظر سنوات.