تحتفل اليمن مع سائر دول العالم غدا السبت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أو اليوم الدولي للمرأة، والذي يحتفي فيه العالم بانجازات المرأة في مختلف المجالات، إيمانا منه وعرفانا بدور المرأة الذي لا يتجزأ في المجتمع والحياة. ولقد ظهرت فكرة "اليوم العالمي للمرأة" مع بداية القرن الماضي الذي تميز بالفورة الصناعية والتزايد السكاني الكبير وخاصة في المدن ورافق هذا الصعود تنامي للأفكار الثورية وتجمعات مناهضة الاستغلال والاستبداد واضطهاد المرأة. وتحتفل المجموعات النسائية باليوم الدولي للمرأة في مختلف دول العالم، وُيحتفل أيضا بهذا اليوم في الأممالمتحدة، وقررت بلدان عديدة جعله يوم عيد وطني. وقالت منظمة العمل العربية في بيان لها بهذه المناسبة "إن تخصيص يوم عالمي للمرأة يعد فرصه لتسليط الضوء على مسيرة المرأة في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ويعبر عن تجاربها وإبداعاتها في مختلف مواقع العمل والإنتاج". وأضاف البيان "لكن لا بد وأن يقتنع الجميع بهذا الدور الذي تلعبه المرأة، وأن يؤمن المجتمع بأن المرأة التي تشكل نصف المجتمع قادرة على الإبداع والعطاء والإنجاز، فمازلنا في مجتمعاتنا العربية نرى أن الفتاة هي أول من يُسحب من المدرسة والمرأة هي أول من يقف في طابور البطالة، وسيدة الأعمال تعاني من قلة سيطرة النساء على المصادر وقلة الموارد المتاحة وذلك نتيجة للسياسات والإجراءات الإدارية المتبعة في بعض المؤسسات الخدميه والإقراضية والتدريبية والقانونية وغيرها". وجدد المجلس القومي للمرأة في مصر بهذه المناسبة، التزامه بالقيام بدوره في خدمة قضايا المرأة والنهوض بها على كافة المستويات محليا وإقليميا ودوليا في مواجهة كافة التحديات والمعوقات التي يمكن أن تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق آمال وطموحات المرأة كإنسان بلا عائق أو قيد، ولتتمكن من القيام بدورها بصورة أكثر عدالة وإنصافاً على قدم المساواة مع الرجل في كل مواقع صنع واتخاذ القرار. وأكد المجلس فى بيان أصدره اليوم أن دور مصر في صياغة العديد من المعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة بالمرأة، والذي جاهد المجلس على تضمينها فى دستور مصر المعدل، يأتي حرصا على التزام مصر بكافة المعاهدات والمواثيق الدولية التي صدقت عليها في جميع المجالات وبالأخص قضايا المرأة. وتحتفل المرأة على مستوى العالم، يوم 8 مارس من كل عام، "باليوم العالمي للمرأة" والذي جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الذي عقد في باريس عام 1945، ومنذ ذلك الوقت نلاحظ تزايد الاهتمام الدولي بقضايا المرأة خاصةً بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حيث أكد ميثاق الأممالمتحدة عام 1945 ضرورة تعزيز إحترام حقوق الإنسان بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين النساء والرجال. وفي عام 1952 أعدت مفوضية مركز المرأة بالأممالمتحدة معاهدة لحقوق المرأة السياسية، تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي عام 1967 أجازت الأممالمتحدة إعلاناً خاصاً بالقضاء على التمييز ضد المرأة، ثم توالى الاهتمام بقضايا المرأة خلال القرن الماضي. وفي عام 1973 بدأت مفوضية حركة المرأة بالأممالمتحدة في إعداد معاهدة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، تلاها في عام 1974 صدور الإعلان العالمي بشأن حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والنزاعات المسلحة، ثم في عام 1975 تبنى المؤتمر العالمي لعام المرأة في المكسيك وثيقة رئيسية هي إعلان المكسيك في مساواة النساء وإشراكهن في التنمية والسلام. وفي عام 1976 أكدت المادة 3 من العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ضمان الدول مساواة الذكور والإناث في حق التمتع بجميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومع بداية التسعينات عقد مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والتنمية في عام 1994 وكان من أهدافه تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، وفي عام 1995 تم إصدار إعلان بكين الذي يفيد بأن حقوق المرأة هي من حقوق الإنسان، وطالب بضرورة تغيير الصور النمطية للمرأة في المجتمع والإعلام، ودعا إلى ضرورة تطوير اللجان القومية لتكون "آليات حكومية للمرأة" وأن يكون لها تكليفات واضحة المعالم وأن يعهد إليها بمهمة إدراج النوع الاجتماعي في الخطط والسياسات الحكومية. ومع بداية الألفية أصدرت الأممالمتحدة وثيقة "بكين+5" عام 2000 حيث طالبت بتعزيز الحملات الجندرية والتدريب على المساواة بين النساء والرجال، وفي نفس العام صدر القرار الجمهوري المنشئ للمجلس القومي للمرأة، وفي عام 2005 عقدت لجنة مركز المرأة بالأممالمتحدة مؤتمر "بكين+10" والذي أقر في وثيقته مبدأ المساواة في النوع وركز على بنود وثائق بكين السابقة. هذا وينظم كل من المكتب الإقليمي للدول العربية ومكتب مصر لهيئة الأممالمتحدة للمرأة، احتفالا كبيرا بيوم المرأة العالمي لإطلاق أغنية "امرأة واحدة" في دار الأوبرا المصرية غداً وإيذانا ببدء أعمال المكتب الإقليمي لهيئة الأممالمتحدة للمرأة في القاهرة، كما سيشهد الاحتفال إطلاق "إعلان القاهرة" بمشاركة جامعة الدول العربية. وينظم الاحتفال بيوم المرأة العالمي لهذا العام تحت شعار "الإبداع من أجل التغيير لنشرق يوما معا"، حيث ستطلق في هذا اليوم عالميا النسخة العربية للعمل الإبداعي أغنية "امرأة واحدة" بمشاركة فنانات وفنانين من مختلف أنحاء الوطن العربي كدعوة للتغيير من خلال وحدة الصوت والصف للمرأة العربية أينما كانت وتحقيق دعم الرجال للنساء. ويعد إعلان القاهرة هو الوثيقة الختامية التي خرج بها ممثلي الدول العربية المشاركات والمشاركون في "الاجتماع رفيع المستوى حول الأهداف التنموية للألفية المعنية بالنساء والفتيات والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بالمنطقة العربية" الذي انعقد في القاهرة في جامعة الدول العربية في فبراير الماضي. ومن أبرز مزايا هذا الإعلان هو توافق وتضامن ممثلي الدول العربية حول هدف مستقل يعنى بمساواة المرأة وتمكينها ضمن أهداف الخطة الإنمائية لما بعد 2015. ويتم الاحتفال في هذا اليوم عالميًا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء.. وفي بعض الدول كفلسطين والصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم. ويعد يوم ذو مكانة لدى نساء العالم.. في كافة القارات والبلدان.. وهو أيضاً يوم يعبر فيه المجتمع الدولي عن التضامن بين الشعوب من أجل السلم والديموقراطية وحقوق الإنسان. ورغم كل التضحيات مازلت الحقوق المتعلقة بالمرأة دون مستوى المأمول لأن المسالة ليس مسألة اتفاقية أو نظرية بل الأمر اشكالية عقليات على صعيد المجتمع. وتزامنا مع الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة 8 مارس، تعالت المطالب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإفراج عن المعتقلات في مصر ... وغيرها، وتحسين أوضاع المرأة بشكل عام. وأطلق مجموعة من النشطاء ينتمون إلى جنسيات مختلفة، منها التركية والبريطانية والأمريكية، حملة عالمية ضد ما سموه "الانتهاكات" التي تتعرض لها المرأة.. ودعت الحملة للتظاهر يوم 8 مارس في جميع دول العالم نصرة لقضيتها. وعلى مر السنين، اتخذ عمل الأممالمتحدة من أجل النهوض بالمرأة أربعة اتجاهات هي: تعزيز التدابير القانونية، وحشد الرأي العام والعمل الدولي، والتدريب والبحث، بما في ذلك جمع الإحصاءات المصنفة بحسب نوع الجنس، وتقديم المساعدة المباشرة إلى المجموعات المحرومة.