يا حجة فطوم كانت البوابير في عام 1930 قليلة جدآ ، وكان كل مالك بابور مثل من يملك عمارة ، وكان لكل بابور دريول وجيرش بوي يقوم بتصفية السيارة وغسلها يوميا وعمل السرفس شهريآ. كانت الحارات ترابية ودخل الدامر – الإسفلت في عام 1950بدأ تدفق السيارات إلى عدن ، في البداية كانت السيارات تشترى كاش وبعدها أدخل بيكاجي قهوجي "نظام الهفته" إلى لحجوعدن ،والظريف في الأمر كان الكاشير حق بيكاجي قهوجي – الموشجي من حارتنا – حارة القاضي. كانوا الدريولات يشتروا سيارات تاكسي – هفته من عند بيكاجي قهوجي ويذهب الموشجي في نهاية الشهر إلى لحج ليستلم دفعات مالية شهرية من درويلات لحج ، وقد خلد هذا الموضوع التاريخي المرحوم القمندان في قصيدة ظريفة ، كان بعض الدريولات الطفارى ولا يملكوا حق الهفته وبمجرد سماعهم دخول الموشجي إلى لحج يهربوا إلى الحسيني. ضحكت الحجة فطوم وقالت بذكر لحج الحبيبة – بستان الوطن با نجيب لك يا محمد عواف لحجي- قرمش ومضروب ، وبعدين حازيني. يدور الموشجي في شوارع لحج يبحث عن الدريولات حتى ييأس فيذهب إلى قصر السلطان ليشتكي ، فيضحك السلطان ويقول كان هذا الشهر- شهر ركيك في العمل. فيعزم السلطان الموشجي عزومة فاخرة مع إحضار أجود أنواع القات وينسي الموشجي ما جاء من أجله من روعة العزومة والمقيل الفاخر والبوري العامر ، ثم يحضروا للموشجي صندوق أبو الصناديق ليحمل هدايا السلطان من فل وكادي وحنون وبخور لحجي وحلوى إضافة إلى الفواكه. يا حجة فطوم في منتصف 1950 جاء سيل من السيارات وبدء النمو وكثرت السيارات الخاصة – منها بيجوت 404، هيلمان ، لاند روفر ورينج روفر ، بونتياك ، تونيس ، مرسيدس ، جاكور ، ألفا روميو ، فيات ، فولفو ، فورد ، فولكس واجن – أخير جاء – الأوبل وكان في غاية الإبداع الصناعي وبألوان جذابة .. حتى قام بعض الظرفاء في حارة القاضي – وأطلق مثل شعبي: " باع الوريته وأشترى أوبل ". يا حجة فطوم كانت أغنية شعبية لا أحد يعرف ملحنها – والكل أدعي بذلك – وغناها أيضآ الفنان السعودي الرقيق محمد عبده . الأغنية تتحدث عن البوابير التي هي من شروط الأبهة للفرد – الأغنية معروفة – تقول : سرى الليل يا نائم على البحر – ما شي فايدة الليلة حل السريه – تعبنا وكسرنا بوابيرنا والعشق ما هو لنا – لأهل الخدود الندية . ظهور السيارات اليابانية وفي الريف بداية عام 1960 أشتهرت أغنية شعبية عند دخول سيارات تويوتا وداتسن. تقول الأغنية الشعبية : يا بابور جباني – لو أنت تباني – وديني البلاد ساني. يا حجة فطوم إن العظمة في عدن هو إن الناس تشارك بالحدث وتسجله في أغنية أو مثل شعبي . أختف جواري الخيل ، وجواري عربة اليد ، وجواري الحمير ، دخلت وسائل النقال الحديثة للبضائع والناس ، وأصبح المواطن يستطيع السفر بالتاكسي أو الباصات .. متى شاء – وفي أي ساعة. قالت الحجة فطوم وهنا لن ننسى الشيخ العدني الجليل – سالم علي عبده أول من أدخل حركة الباصات إلى عدن ، وكانت حركة منظمة ومريحة ..