زار سلطان البهرة مفضل سيف الدين مساء اليوم الأربعاء مدينة عدن وجامع البهره بكريتر . وشهدت المدينة القديمة (كريتر) مظاهر احتفائية بقدوم السلطان، والتقى سلطان البهرة بأبناء الطائفة الإسماعيلية والتي عرفت بال(بهرة)، ويعمل غالبيتهم في التجارة، توقيت الزيارة إضافة إلى كونه ديني، لم يخل من مؤشرات سياسية أرادت القيادة السياسية بعثها من مدينة عدن، كون هذه الفعالية تأتي بعد عقود من الانقطاع منذ استقلال الجنوب في 67م، وتزينت الشوارع المؤدية لمسجد الطائفة الاسماعيلية في شارع الشيخ عبدالله في مدينة كريتر بالأنوار و الروائح الزكية، و إضافة إلى التأكيد على مدنية مدينة عدن و تقديمها دوماً على أنها مدينة التسامح الديني و التعايش والقبول بالآخر، يأتي في توقيت تشهد المدينة انقساماً حاداً بين المكونات السياسية والشرائح الاجتماعية، كما لم يخل المشهد من بعث رسائل تطمينية للتجار وأصحاب رؤوس الأموال، من إمكانية عودة نشاط البهرة الإقتصادي والتجاري الذي طالما عرفوا به منذ مئات السنين، وخف ذلك النشاط إبان حكم النظام السابق، كما دلت المؤشرات على استتباب الوضع الأمني والذي سمح بإقامة فعالية مهمة لأقلية دينية لها وضعها الحساس، وهذا مرتبط بالجهود المبذولة من قبل السلطة المحلية لاستتباب الأمن وهو ما هيأ المناخ لاستقبال هكذا فعالية. سلطان البهرة الذي قدم من مدينة جبلة التاريخية بمحافظة إب، وسط اليمن ، الثلاثاء الماضي، حيث قدم الآلاف من طائفة البهرة من الهند وحراز وعراس والمزاحم، لمبايعة زعيمهم الجديد السلطان مفضل سيف الدين خلفاً لوالده السلطان محمد برهان الدين الذي توفي العام الماضي موصياً بالخلافة لولده المفضل. وشهدت مدينة جبلة توافداً منذ اليومين الماضيين للفرق الفنية للسلطان لتهيئة الأجواء وتجهيز السجاجيد الفخمة وأجود أنواع العود والعطور. وصباح الثلاثاء بدأت وفود الزوار تتدفق إلى الجامع الكبير حتى وصول السلطان في الرابعة والنصف عصراً على سيارته الحديثة الخاصة مع الوفد المرافق له المكون من 40 سيارة تتبع الرئاسة اليمنية وتمت المبايعة، ورافقتها طقوس دينية خاصة في الجامع الكبير بمدينة جبلة الذي بنته الملكة أروى بنت أحمد الصليحي والموجود فيها مقامها الذي بات مزاراً لطائفة البهرة منذ سنوات وتوفر لهم الدولة كافة التسهيلات والخدمات وإجراءات أمنية مشددة.