كتب/ المحرر السياسي أعلنت جميع القوى السياسية و الاجتماعية ومختلف شرائح و فئات المجتمع اليمني وقوفها الكامل مع الجيش و الأمن و هما يخوضان ملحمة بطولية ضد "قاعدة" الشر و العنف و الإرهاب، إذ لم يعد مكان هنا للجماعات الحاملة للسلاح التي تنتهج طريق الفوضى و تتخذ من الجريمة سبيلا لتحقيق مآربها. أدرك الجميع - ربما أكثر من أي وقت مضى- أن لا مجال للحديث عن بناء دولة النظام و العدل و القانون و ثمة من يهدم الدولة حجرا حجرا بما يمتلك من سلاح غاشم، و ينسف النظام و يتجاوز القانون بفعله الآثم، و على أنقاض الخراب يبني دولته المزعومة والمأزومة أيضا. يخوض الجيش و الأمن و اللجان الشعبية و المواطنون المتعاونون في جبهات القتال ملحمة نضالية كبرى، وبشرف يسطرون تاريخا مضيئا يمهد الطريق لبناء كيان وطني جامع، لا مكان فيه للعنف و التطرف و الإرهاب، و لا أحقية لأدعياء الوصاية من أي لون كانت و من أي مذهب جاؤوا، و الشعب اليوم أثبت أنه شب عن الطوق و لم يعد بحاجة لأوصياء يتحدثون باسمه و يعتسفون حقوقه في العيش حرا كريما على أرضه. يقف الجميع صفا واحدا بإرادة وطنية تعي ما يجري حولها، و تدرك ما يجب عليها فعله درءا لمخاطر محتملة و تجنبا لكوارث طالما وقفت في الطريق حائلا ومانعا وقاطعا، و خلف هذه الإرادة و ذلكم الوعي تتجلى روعة الاصطفاف في وجه الخطر المحدق على الجميع، وما كان لأحد أن ينجو من تبعات الإثم و العدوان الذي غدا سلوكا يوميا لعصابات ضلت الطريق و حادت عن الصواب و صارت عقبة و معضلة لا يستقيم الوضع بوجودها و لا يصح الحال بحضورها، و من هنا تبلور الوعي الوطني في ضرورة الخلاص منها باصطفاف واعٍ يبدأ في جبهات القتال و لا ينتهي إلا باستنهاض فكر وطني بناء يعلي من شأن البناء و الحياة و السلم والتعايش، و يحمل على كاهله مهمة مواجهة كل اختراق يهدد أمن المجتمع و سكينته و استقراره. الجيش يصنع ملحمة ويصطف خلفه كل الوطن من أقصاه إلى أقصاه باعتبار الإرهاب منبوذاً عالميا والدنيا كلها تحاربه. لايوجد طرف أو كيان أو جماعة أو فرد سوي يمكن أن يرفض أي مساعٍ تقوم بها الدولة والجيش لاجتثاث الإرهاب، باعتبار هذه الآفة خطراً يتصادم مع أمننا واستقرارنا ووجودنا ومكتسباتنا وحرياتنا ووطننا بالأساس. لا يوجد شخص سوي قد يرى أن مشروع الإمارة الإسلامية الآتي عبر السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وتوابيت القتلى والأفكار المحنطة المتصادمة مع الواقع وقبله جوهر الإسلام وقوانيين الإنسانية هو السبيل والمنقذ لنا نحو مستقل سعيد مزدهر يحقق تطلعاتنا كأمة وشعب في القرن الحادي والعشرين. واجبنا أن نتفانى في صناعة الحياة وتقديم الأفضل والخير لأنفسنا وأهلنا ووطننا، أما صناعة الموت فأمره أسهل بكثير . الموت قد يصنعه أبسط يائس ومحبط وفاشل فقد أمله في الحياة فأقدم على الإنتحار. عندما عبر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في كلمته الشهيرة موضحا أن 70% من عناصر الإرهاب ليسو يمنيين، حسم الأمر بحتمية الحل الأمني لاجتثاث هذا الوباء واستئصاله من كل شبر في أرض اليمن ، وقرر حقيقة أن اليمنيين ضحايا تطرف قادم من خارج الجغرافيا، بينما جوهرهم لم يزل (ألين قلوبا وأرق أفئدة) وأن الإيمان بما يحمل من معاني السلام والأمن والإستقرار هو خلق يماني أصيل، يضاف إلى حكمة في الرأي بعيدة عن الغلو والتطرف والتشدد، وهذا وسام خالد نطق به الرسول الكريم وشرف به أهل هذه البلدة الطيبة. ليكن اصطفاف اليوم امتدادا لاصطفاف اليمنيين المتين في بناء مستقبلهم الواعد الذي رسموه بهيا و مشرقا بأحلامهم و رؤاهم و صاغوا فصوله بعقولهم و قلوبهم، و ليكن كذلك صفحة جديدة وضيئة و مضيئة في ملحمة استثنائية قدر الشعب أن ينتصر فيها لحريته و إرادته و كرامته و مستقبله المنشود، على كل جماعات العنف و مجموعات الإرهاب من سدنة الأفكار الضالة و المضلة، و حملة آلات القتل و الجريمة، الساعين لتصفية كل من يخالفهم و قتل من لا يسير في ركبهم و لا يوافق هواه هواهم.