لقد أظهر الإصلاح حنكة سياسية ودهاء وحكمة في التعامل مع العنف المسلح والإستفزازات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيات جماعة الحوثي بحق مقراته واعضائه وعناصره فتجنب الرد على العنف بالعنف لأن العنف ليس من سلوكه. في وقت حرصت فيه جماعة الحوثي قدرالإمكان على إظهار الصراع على أنه (إصلاحياً حوثياً) لصرف الأنضار عن أنهم يواجهون شعباً بكل مكوناته الحزبية والقبيلية والدينية حيث أن الجماعة تتوسع بترسانتها المسلحة وميليشياتها التي لاتفقه إلا ثقافة العنف على حساب المسلم واليهودي والسلفي والمؤتمري والإشتراكي والناصري وتقوض هيبة الدولة لتحل محلها وتمارس صلاحياتها. لقدكان الإصلاح هو آخر المتضررين من الجرائم الفاشية لهذه الجماعة فقدسبقه المؤتمر من قبل وتم ترحيل كثير قياداته في صعدة ثم الطائفة اليهودية الذين تم إجلائهم منها ثم السلفيين وبقي الإصلاح هو الهدف الحالي المستهدف من قبل جماعة الحوثي و لن يكون الأخير . الإصلاح خسر مقره الرئيسي بعمران الذي فجره الحوثيون مؤخراً ومنزلاً لأحدقياداته في همدان وآخر لآل الاحمر في الخمري ولكنه خرج منتصراً فقدانتصر أخلاقياً إذلم يواجه العنف بالعنف ولم يرد على السيئة بالسيئة فنال موقفه إعجاب واحترام الجميع فيما نال موقف الحوثيين العدواني استنكار الجميع. ثم انتصر الإصلاح مرة أخرى حيث كشف للعالم مدى عدوانية ووحشية هذه الجماعة وخطورة الترسانة الضخمة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي بحوزتها على امن اليمن وأمن المنطقة ماجعل الداخل والخارج يطالب بنزعها وتسليمها للدولة ويطالب الدولة ببسط هيبتها على منطقة صعدة المعقل الرئيسي للجماعة المسلحة وهذا ماقاله المبعوث الأممي جمال بن عمر في لقائه مع الجزيرة في برنامج في العمق وعماقريب ستسلم جماعة الحوثي أسلحتها طوعاً أوكرهاً وستبسط الدولة هيبتها على كل شبر في صعدة. إن مسألة كشف العدوانية والعنف المتجذر في أعماق هذه الجماعة المسلحة ووصول الداخل والخارج إلى هذه القناعة لن يكون أمراً سهلاً لولا البلادة السياسية للعقلية الحوثية التي لاتفقه إلا ملازم السيد فلن يكون بمقدورإعلام الإصلاح أن يكشفها للناس وأن يوضحها لهم على مدى عقود لو ان جماعة الحوثي هدأت على الأقل في هذه المرحلة ولكن شاء الله أن يوهب للإصلاح نصراً مجانياً فتورطت جماعة الحوثي فكانت ما إن تستولي على منزل إلا وتقوم بتفجيره وبث فيديو على اليوتيوب غيرمدركة أن هذا يمثل إدانة لهم أمام القانون وأمام الداخل والخارج. وأنهم في يوم ما سيرممون ماخربوه وسيعيدون مانهبوه وسيبنون مادمروه بقوة القانون وقوة الدولة. أجدني معجب جداً بالدهاء والحنكة السياسية التي أبداها حزب الإصلاح مع مثل هكذا عنف ووحشية إذ أنني لم اكن أتوقع منه ذلك . وكم أنا سعيدبماوصلت له جماعة الحوثيين من مأزق جعلها خصماً للشعب وللدولة وللعالم واصبح الجميع يطالب بتجريدها من السلاح وينادي بضرورة بسط الدولة هيبتها لأن هذا يمثل انتصاراً لليمن الجديد وللأمن القومي لليمن ولأمن المنطقة بشكل عام.