من اليمين الشهيد اليمني أحمد عبداللاه درويش، الشهيد التونسي بوعزيزي، والشهيد المصري خالد سعيد عدن اون لاين / جهاد محسن التقت عدد من عائلات ضحايا التعذيب في سجون الوطن العربي، خلال اجتماع تشاوري ضم كل من عائلتي الضحية اليمني أحمد الدرويش، والضحية المصري خالد سعيد، اللذين توفيا إثر تعرضهما إلى وسائل تعذيب بشعة من قبل رجال الأمن في بلادهما، وأثار وفاتهما ردود فعل شعبية غاضبة، إلى جانب عائلة التونسي "ألبوعزيزي" الذي قام بإحراق نفسه إثر شعوره بالإهانة من صفعة تلقاها من ضابطة في أجهزة الأمن التونسية، وفجر بوفاته شرارة الثورة الشعبية التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس "زين العابدين بن علي" مطلع العام الماضي. وجرى خلال الاجتماع الذي عقد مؤخراً في العاصمة المصرية، الاتفاق على تشكيل ائتلاف عربي يجمع أهالي ضحايا التعذيب في اليمن ومصر وتونس وسوريا وليبيا وكل البلدان العربية، التي يتعرض سكانها إلى جرائم تعذيب وقتل وتنكيل في دهاليز السجون والمعتقلات الرسمية، وذلك بهدف صياغة وبلورة إطار قانوني يسمح بتدويل القضايا والجرائم التي يتعرض لها المواطنين العرب على أيدي قيادات وعساكر الأنظمة العربية، واسترداد حقوق وكرامة كل ضحايا التعذيب، وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم والانتهاكات الإنسانية المروعة في الوطن العربي. وقالت والدة الضحية المصري "خالد سعيد" خلال استقبالها لعائلة "الدرويش" في منزلها بمصر، أن ثورات الربيع العربي نجحت في استرداد حقوق كل ضحايا التعذيب، الذين تجرعوا صنوف العذاب على أيدي أشاوسه التعذيب من قيادات الأجهزة الأمنية التابعة للأنظمة العربية، في مختلف أقطار الوطن العربي، لافتة إلى قيام النشطاء السياسيين والحقوقيين، بلعب دور هام في تحريك المياه الراكدة في مجتمعاتهم الداخلية، والدفاع عن حقوق المواطنين العرب الذين يتعرضون لظلم وانتهاكات وحشية من قبل أنظمتهم المستبدة. وقال "عبدالحميد الدرويش" الأخ الأكبر للشهيد أحمد الدرويش، لوسائل الإعلام المصرية، ان السلطات اليمنية قامت باعتقال شقيقه في يونيو 2010م، وتم تعذيبه طوال 24 ساعة متواصلة، وتوفى متأثر بتليف أصاب خلايا جهازه العصبي، وكسور تعرض لها في أضلاعه الصدرية، وفق التشريح الطبي الذي كشف عنه تقرير الطب الشرعي العام. وأضاف شقيق "الدرويش" أن السلطات اليمنية، عرضت عليهم مبالغ مالية بملايين الريالات، وتأهيل لهم مسكن مناسب في أحد الدول الأجنبية، شريطة بأن يتنازلوا عن قضية ولدهم التي رفعوها ضد الرئيس اليمني و جهاز الأمن، مشيراً إلى أن عائلته رفضت كل الإغراءات، وأبقت على جثه شقيقه في المشرحة (سنه كاملة) ليتسنى لها تدويل قضيته بعد رفض السلطات اليمنية في تسليم معذبيه إلى العدالة. وفي ذات السياق أفردت صحيفة "الدستور" المصرية، مساحات واسعة ضمن أعدادها، تناولت فيها أمام الرأي العام المصري، التفاصيل الكاملة والوسائل القاتلة التي تعرض لها "أحمد الدرويش" داخل زنزانة البحث الجنائي بعدن، وهي القضية التي تتشابه من حيث مضمونها وشكلها الجنائي ومسارها القانوني مع قضية تعذيب "خالد سعيد" في جمهورية مصر.