التلفزيون اليمني استعرض مساء أمس في أحد برامجه النقاشية الحلول الممكنة لحل القضية الجنوبية عدن أون لاين/ أشرف خليفة: اتخذت الوسائل الإعلامية الرسمية منحنىً أخر في سياستها لتناول المواضيع وذلك بعد توقيع صالح على المبادرة الخليجية بتسليطها للضوء على القضية الجنوبية مثلاً بعد أن كانت تقدم موقف النظام الحاكم وانفتحت بكل توسع على نقل أراء الجنوب وأبناء الجنوب وإن كانت تلك الأراء قد تتجاوز حد الوحدة مطالبة بفك الارتباط و انفصال الشطر الجنوبي عن الشمالي.. اتجهت الوسائل الرسمية التابعة سابقاً لنظام صالح بعد توقيع الأخير على المبادرة الخليجية ورحيله عن البلاد لسياسة جديدة وهي تلميع أو إظهار القضية الجنوبية وتسليط الضوء عليها، في الوقت الذي تجاهلت هذه الوسائل للقضية الجنوبية وللحراك الجنوبي وكأن هذه القضية وليدة اللحظة وتم تشكيلها عقب توقيع صالح للمبادرة الخليجية. وبعد أن كانت صحيفة 14 أكتوبر طيلة الشهور الماضية وفي أحداث الزخم الثوري لم تسلط الضوء سوى عن المظاهرات و الإعتصامات المؤيدة لنظام صالح وحتى أنه في ذلك الوقت كانت تقام الفعاليات والمهرجانات للحراك الجنوبي إلا أنها لم تفكر يوماً بنقل تلك الأحداث إلا أنها اليوم تفاجئ الرأي العام بتبنيها لقضية الحراك الجنوبي. ومع توسع قاعدة الحراك وتوجس الأخ أحمد الحبيشي رئيس تحرير صحيفة14 أكتوبر هل نستطيع القول أنه أعطى جل إهتمام الصحيفة للقضية الجنوبية إيماناً منه بهذه القضية أم خوفاً على منصبه الذي أصبح يدرك أنه سيفقده في أي لحظة لذا توجه للقضية الجنوبية لإنقاذ ذلك المنصب. وعلى ذات السياق قامت تلك الصحيفة بكل قوتها وإستخدام جميع فنونها الصحفية لتلعب بورقة الجنوب وإثارة عواطف أبنائه وذلك بتسليط الضوء على كل فعاليات الحراك وتسخير أقلام كتابها لتنهج نفس النهج وهو إثارة القضية الجنوبية لضم أصوات الجنوبيين لصفها. وتفاجأ العامة مساء أمس بالتلفزيون اليمني الرسمي، يورد مفردات إنفصالية في أحد برامجه الجديدة التي استضافت قيادات في الحراك وإشركتهم في الإتصالات الهاتفية، بحضور الأستاذ عبدالله الناخبي لتحدث عن مستقبل القضية الجنوبية وما وصل إليه وكذلك إشراك الصحفي عبد الرقيب الهذياني رئيس تحرير موقع عدن أون لاين إضافة لحسن زيد الناشط في الحراك الجنوبي والكاتب نصر طه مصطفى عن طريق الهاتف بالإضافة لعرض إستطلاع للشارع حول القضية الجنوبية. ولم يستوعب المشاهد اليمني البسيط تلك الكلمات التي تبث لأول مرة على التلفزيون الحكومي الفضائي وهم يرددون الانفصال والفيدرالية وفك الارتباط وغيرها، كأنهم آمنوا الان بقضية شعب الجنوب الذي ناضل مسبقا لينادي بحقوقه المنهوبة. وتحدث البرنامج في بدايته بتقرير عن التهميش والإقصاء الذي طال أبناء الجنوب بعد حرب صيف 94، وأشار التقرير عن بداية الحراك عام 2007 وكذا نشوء حركات قبلها في الخارج تدعو للإنفصال. وفي نهاية الأمر تجعلك تلك الوسائل على مفترق الطرق من الحيرة والتفكير حول أن ما تقوم به إيمانا منها بالقضية الجنوبية وأنها تريد أن تخدم القضية أم أنه حاجة في نفس يعقوب قضاها، وهذا تقييم المواطن والمشاهد العادي، لكونه أمام تحول جديد، وعلاقته بهذه الوسائل كان سيئا، فلم تكون في يوم من الأيام معبرا عنه وإنما تخدم السلطة التي ثار وانتفض ضدها الشعب. التقييم الأقرب إلى المنطق لما يجري هذه الأيام في وسائل الإعلام الرسمية، إذا ما وضعناه في سياق التغييرات السياسية الهائلة، فإنه تعبير حقيقي للوضع الجديد الذي أفرزته الثورة الشعبية والتي انتجت واقعا جديدا واسقطت النظام المسيطر، وهو في سياق سياسة وزارة الإعلام التي يقودها الصحفي والكاتب علي العمراني، ويعتقد ان الأإنفتاح على كل التيارات والقوى مهما كان طرحها ، سيوجد مساحة من النقاش العام والذي سيفضي بالتأكيد إلى خلق وعي بالقظايا، ومن باب مواجهة الرأي بالرأي والحجة بالحجة بدل قمعها بالسلاح والرصاص.