وفي تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية الحالك السواد والأشد ظلامًا وقتامة ما يؤكد أن هذه الدولة المارقة دولة مجرمة وإرهابية بامتياز، ولا ينافسها أو يرقى لمستواها الإجرامي والإرهابي هذا أحد، فهي الأولى وفي الصدارة في هذا الجانب بلا منافس أو منازع، بل هي صاحبة اليد الطولى في انتهاكات حقوق الإنسان في أكثر من بلد في العالم، ومهما حاولت هذه الإمبراطورية الاستعمارية المُتنمرة الشريرة أن تُجمل نفسها وتواري سواءتها وقبائحها التي لا تُعد ولا تُحصى فلن تنجح في ذلك حتى ولو حالفها الحظ في الضحك على بعض السُذج والمُغفلين ممن انبهروا وخُدعوا بها، ومهما أدعت أمريكا وزعمت لنفسها ما تزعمه من قيم وأخلاقيات ومبادئ إنسانية تتشدق بها، ومهما تظاهرت وتفاخرت بالتحضر والمدنية، فلن تستطيع برغم ذلك اخفاء حقيقتها الأشد والأكثر قُبحًا وتبدو على غير ما جُبلت عليه من سوء وشر وقبح تنتمي إليه وتحمل هويته منذ تأسيسها حتى اليوم . حتى في الجانب الاقتصادي، فهذه أمريكا تُقدم نفسها وتُثبت للعالم أجمع أنها صاحبة أكبر خدعة وجريمة اقتصادية ارتكبت في التاريخ الحديث والمعاصر، ولا تخجل من أن تُقر وتباهي بها، وهي جريمة سرقة مُركبة مكتملة الأركان، وضحيتها كل دول وشعوب العالم بلا استثناء، حيث نجحت أمريكا بفعلتها أو جريمتها تلك من أن تستغل العالم أجمع وتسرق ما تسرقه من ثروات وتجني أرباح طائلة من خلال فرضها عملتها (الدولار) كعملة صعبة بل ولتكون سيدة العملات ويتم الشراء والبيع بموجبها في كل سوق وفي كل دولة، وبذلك نجحت أمريكا في أن ترتكب أكبر جريمة اقتصادية في التاريخ دون أن يحاسبها أحد أو يُعاقبها على جريمتها هذه، والسؤال الذي يفرض نفسه ازاء هكذا جريمة يصرخ طي السطور بأعلى صوت قائلاً: لماذا الدولار الأمريكي بالتحديد هو مقياس الإقتصاد العالمي؟ . ولمعرفة الجواب الشافي على ذلك السؤال كان لابد من أن نقف لبرهات ونستعرض ما تضمنه موضوع ذا صلة بما تقدم ذكره، وفي الموضوع إياه جاء ما مفاده: "إن اتفاقية برتون وودز 1944م (Bretton Woods). تلك الاتفاقية التي جعلت الدولار الأمريكي هو المعيار النقدي الدولي لكل عملات العالم حيث تعهدت أمريكا بموجب تلك الاتفاقية وأمام دول العالم بأنها تمتلك غطاء من الذهب يوازي ما تطرحه من دولارات، وتنص الإتفاقية المذكورة على أن من يسلم أمريكا 35 دولارًا تسلمه أمريكا في المقابل أوقية من الذهب أي إنك إذا ذهبت إلى البنك المركزي الأمريكي فبإمكانك استبدال 35 دولارًا بأونصة من الذهب، والولاياتالمتحدةالأمريكية تضمن لك ذلك وحينها صار الدولار الأمريكي يُسمّى (عملة صعبة)، وفي أعقاب هذه الخديعة أو بالأصح الجريمة الإقتصادية اكتسبت أمريكا ثقة دولية وذلك لإطمئنان الدول لوجود تغطيته له من الذهب فقامت الدول بجمع أكبر قدر من الدولارات الأمريكية ووضعها في خزائنها على أمل تحويل قيمتها إلى الذهب في أي وقت .. واستمر الوضع على هذا الحال زمنًا حتى خرج الرئيس الأمريكي نيكسون في سبعينات القرن الماضي على العالم بتصريح مُفاجئ وفي مشهد لا يتصوره أحد حتى في أفلام الخيال العلمي ليصدم كل سكان الكرة الأرضية جميعًا بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تسلم حاملي الدولار ما يقابله من ذهب ليكتشف العالم بعد اعلان نيكسون هذا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تطبع الدولارات بعيدًا عن وجود غطاء من الذهب وانها اشترت ثروات الشعوب وامتلكت ثروات العالم بحفنة أوراق خضراء لا غطاء ذهبي لها، وبمعنى آخر أكثر وضوحًا إن الدولارات الأمريكية ببساطة عبارة عن أوراق تطبعها الماكينات الأمريكية ثم تحدد قيمة الورقة بالرقم الذي ستكتبه عليها فهي 10 أو 100 أو 500 دولار، وقد أعلن نيكسون حينها أن الدولار الأمريكي سيُعوَّمُ أي ينزل في السوق تحت المضاربة وسعر صرفه سيحدده العرض والطلب بدعوى أن الدولار قوي بسمعة أمريكا واقتصادها وكأن هذه القوة الإقتصادية ليست قوة مستمدة من تلك الخدعة الكبرى التي استغفل بها العالم . ولم تتمكن أي دولة في العالم من الإعتراض أو إعلان رفض هذا النظام النقدي الجديد الذي فرضته واشنطن لأن هذا الاعتراض سيعني حينها أن كل ما خزنته هذه الدول من مليارات الدولارات في بنوكها سيصبح ورقًا بلا قيمة وهي نتيجة أكثر كارثية مما أعلنه نيكسون .. وقد سُميّت هذه الحادثة الكبيرة عالميًا صدمة نيكسون (Nixon shock) ويكفيك أن تكتب (Nixon shock) في محركات البحث لتكتشف انها حادثة كتب عنها آلاف الصفحات والتحليلات والدراسات وظلت مُغيبة عن الشعوب تمامًا واقتصرت معرفتها على القلة، ولتأكيد تلك الجريمة الإقتصادية التي ارتكبتها أمريكا بحق العالم، ذهب الثعلب الأمريكي هنري كيسنجر الذي كان يشغل حينها منصب وزير الخارجية الأمريكي في زيارة إلى السعودية وطلب من المسؤولين السعوديين أن من يريد أن يشتري النفط يشتريه بالدولار وهذا ما فعلته السعودية، وحينها قال نيكسون كلمته الشهيرة: "يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها ويجب ان يلعبوها كما وضعناها" . ولا زال هذا النظام النقدي الذي فرضته، أمريكا على العالم قائمًا حتى اليوم، وبموجبه فإن أمريكا تطبع ما تشاء من الورق وتشتري به بضائع جميع الشعوب، لذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريح له بشأن ذلك: "أمريكا تسرق العالم، أو بمعنى آخر "الأمريكي لص مُحترف يغتصب كرامة العالم، وهذا هو ماهو حاصل وواقع فعلاً، ويالها من حقيقة مُرة لا ينبغي أن ننكرها وهي جلية واضحة كالشمس في كبد السماء! . ...... يتبع .....