الطفل الجريح إبراهيم (5سنوات) وفي الأسفل صورة الشهيد الطفل أنور(10 سنوات) عدن اون لاين/خاص/بقلم:عبدالرقيب الهدياني الطفل إبراهيم فضل صالح الشعيبي ذو الخمس سنوات من العمر، أصيب بارتداد طلقة رصاص عشوائية على جسده حينما كان يلهو – ظهر أمس السبت - مع أشقائه بمدينة المنصورة، مع بداية اندلاع تلك الاشتباكات المسلحة بصورة عشوائية وخطيرة، ، في الساحة المقابلة لمنزلهم بالمنصورة بين الحراك المسلح وأفراد الشرطة العسكرية. إبراهيم حي والحياة ما تزال تنبض في قلبه وسيقوم غدا بإذن الله مستعيدا عافيته، لكن أثر الطلقة في كتفه ستكون شاهدة على سلاح منفلت دخل في مرحلة زمنية رديئة ليكون بيد شباب أكثر انفلاتا ومراهقة، قطعوا الطرقات وهاجموا القوات النظامية ويتحصنون بالمنازل والأهالي في تصرف جبان وأناني وأحمق، ويعطون لسلطة همجية كل الذرائع والمبررات كي تنكل بأهالي الحي الذي ما كنا نتصور أن يصل به الحال إلى هذا الوضع المتردي والمتخلف إلا في عهد هؤلاء المناضلين (المراهقين). معذرة لك يا أيها الطفل الوديع (إبراهيم) كما هي المعذرة للكثير من أطفال الحي والعائلات ممن فجعوا وسيفجعون مرات كثيرة، مادامت المنصورة أسيرة لفكر أمراء الحرب ، والمتاجرين بالموت. المعذرة لك يا (إبراهيم) وكل جيلك المفجوع بهؤلاء الهمج، من جعلوك درعا يتحصنون به، ليواصلوا مغامراتهم المجنونة، حتى مدينة عدن المسالمة لم تستطع أن توفر لك جوا مناسبا للعب واللهو، فقد جاء هؤلاء العابثين ليلعبوا لعبتهم القذرة ،قطعوا الطرقات وحولوا المنصورة إلى ميدان صراع ولو كانوا شجعانا ورجالا لبحثوا لهم عن شعب مهجور أو جبل في الأقاصي أو صحراء شاسعة ليمارسوا فيها طيشهم بكل حرية بعيدا عن الأهالي والسكان والآمنين. بالأمس القريب وتحديدا في يوم الثلاثاء 21فبراير قتل الطفل (أنور محمد علي) ذي العشرة أعوام في دار سعد بطلق ناري من نفس السلاح المنفلت، وفي نفس اليوم قتل أيضا: سالم عوض بن جبر الديواني من القلوعة ( 38)عاما بطلق ناري في الصدر و (جعبل الخضر ناصر)22عاما من التواهي وكذلك (صالح متاش اليافعي )60 عام برصاصة في الرأس، ومثله (أحمد شيخ) من القلوعة (38) عاما، وغيرهم جنود وأفراد أمن راحوا ضحايا. لا ادري في أي كشف سيصنف الطفل الجريح (إبراهيم) ومثله الطفل القتيل(أنور)، هؤلاء الصغار ليسوا مناضلين أو أفرادا رسميين يؤدون الواجب، ليسوا مناضلين في عرف الحراك ومسلحيه وأمراء الحرب فيه، كما أنهم ليس بأصحاب رتب أو مهمة لدى الطرف النظامي. مات أنور وجرح إبراهيم بصمت دون ضجيج ..لا مخيمات ولا تشييع ولا تهريج، هم الضحايا الأكثر فداحة لهؤلاء المتصارعين الأغبياء. أنور الذي قضى بالثلاثاء ومثله إبراهيم الذي جرح بالأمس السبت، لا تعنيهما الانتخابات ولا الوحدة ولا الجنوب، كل ما يريدانه ومثلهم كل أطفال عدن والدنيا كلها، هو الأمان والاستقرار، وان يجدوا ساحة تتسع للعب واللهو. ليذهب الجنوب إلى الجحيم يوم أن يحرم أطفالنا وعائلاتنا الإحساس بالأمان ومثله الوحدة والوطن والحزب في أي مساحة كانت أو اسم، وطننا الحقيقي هو أمننا واستقرارنا ، حدود هذا الوطن هو عيش كريم وحرية غير قابلة لأي مصادرة. يا أهالي المنصورة وياعقلائها، يا كل أب وكل أم في أنحاء عدن، أمنكم وأمن أبنائكم استقرار عائلاتكم في خطر عظيم، لم تتعرض المدينة للخطر والاستهداف كل هذه المدة كما هو حالها اليوم، عدن مفجوعة بالسلاح والمسلحين. ارفعوا صوتكم يا أهالينا في عدن الحبيبة عاليا وابحثوا عن صيغة توصلون بها هذا الصوت إلى أعلى المستويات، كي يرحل عنكم المسلحون المنفلتون ويخرجوا من مدينتكم المسالمة ومثلهم المعسكرات التي لا حاجة لعدن بها. ليرحل هؤلاء المتصارعون عن عدن، الفريقان لا ينتميان إليها، جميعهما دخلاء عنها وعن فكرها وثقافتها وقيمها وأخلاقها. القضية نضعها بين يدي منظمة (اليونسيف) لرعاية الأمومة والطفولة، ومنظمة سياج لتفتح ملف تحقيق لدى الجهات المختصة، وتلاحق القتلة أعداء الطفولة والحياة.