القمة العربية الخامسة والعشرون المزمع انعقادها بدولة الكويت الخليجية في ال 25 من الشهر الجاري، والتي تنعقد في ظل إرهاصات حقيقية صعبة يمر بها الوطن العربي الذي تنهكه العديد من الملفات شديدة التعقيد علي كل الجوانب. وبما أن قمة الكويت تنعقد في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للعرب أنفسهم، وبما أنناء عربا تعصف بنا الكثير من المشاكل والأزمات كان بإمكاننا أن ننظر إلي هذه القمة العربية بنوع من التفاؤل بل و أن ننتظر زمن انعقادها ولو بأقل درجات الاشتياق، فقمة مثل هذه قد يكون بمقدورها تحريك المياة الراكدة التي تطفو علي الواقع العربي وتنقل حال الأمة العربية من حال إلي حال آخر. إلا أن المواطن العربي بات ينظر إلي قمة كهذه بإستحياء لأنها وبحسب رأيه ستكون شبيهة إلي حد كبير بتلك القمم التي سبقتها، وهي بكل تأكيد لن تكون سوي مادة إعلامية خصبة لوسائل الإعلام العربية والعالمية بمختلف أنواعها، حتي وأن كانت قمة الكويت ستنعقد تحت شعار "التضامن العربي نحو مستقبل أفضل " . وهو في حقيقة الأمر شعارا فيه خداع لعقلية الإنسان العربي وتجاهل لحقيقة المرحلة العربية أيضا. فمن المعروف أن التضامن يحدث عندما تتقارب وجهات النظر أولا، فإذا كان هناك تقارب لوجهات النظر حول قضية ما فأن التضامن مع هذه القضية هو ابسط ما يكون. لذلك فأن القمة العربية التي ستنعقد بعد غدا الثلاثاء في الكويت قمة في شكلها لم تستوعب حقيقة الوضع العربي الذي هو بحاجة أولا لأن تتبلور اليوم وجهات نظر متقاربة تجاة العديد من القضايا المتسلسلة والتي صارت تشكل خطرا حقيقيا يهدد النسيج الاجتماعي العربي الواحد، فإذا وجد ذلك فيمكننا الحديث بعد ذلك عن ضرورة التضامن العربي من أجل صناعة المستقبل. وبمعني آخر، فأن الحديث عن التضامن العربي من أجل المستقبل يجب أن يسبقه تقارب في الرؤي في كيفية إزالة الخلافات العربية - العربية العالقة والعمل بكل إخلاص علي ردمها أيضا. كما أن الوصول إلي نقطة التضامن الفعال والحقيقي لا يمكن له أن يتم مع وجود طريق مليئة بالعقبات المتنوعة إلا من خلال العمل الجاد والمسئول علي إزالة كل هذه العقبات. وإن من العيب هو أن تنعقد القمة العربية اليوم تحت شعار "التضامن العربي " في ظل وجود خلافا قائما تحت هذا الشعار نفسه، و يتمثل هذا الخلاف في، من يشغل مقعد سوريا،ومن الأولي به، هل نظام بشار،أم قوي المعارضة السورية؟ فأي تضامن ياتري سيكون هذا؟ وبما أن أي محتوي يقاس في الغالب من خلال عنوانه، فأن قمة الكويت هي الأخري قد أقيست من خلال عنوانها أيضا، وذلك حين أتخذت لنفسها شعارا مبالغ فيه لا يعبر عن حقيقة الوضع العربي الراهن، وهذا ما يؤكد حتمية فشل القمة الكويتية مبكرا.