يسود التوتر محافظة الحديدة (غربي اليمن) بعد اقتحام مسلحين من جماعة "أنصار الله" الحوثية قلعة الكورنيش التاريخية لساعات قبل أن يتمكن الحراك التِّهامي من إخراجهم منها، في وقت نشر فيه الحوثيون لجانا شعبية في العاصمة صنعاء تخوفا من أي هجمات. وقال الشيخ عبد الرحمن مكرَّم -أحد قادة الحراك التِّهامي- للجزيرة إن أفراد الحراك حاصروا وطوقوا محيط القلعة وقاموا بتأمينها بالكامل وما جاورها من أحياء شعبية، مما أدى إلى انسحاب مسلحي الحوثي بعد عملية تفاوضية سمحت بخروجهم. من جهته، قال القيادي في الحراك التهامي عبد الرحمن شوعي إن الحراك بدأ بإعداد أنصاره لحماية مناطق تهامة من أي اعتداء، مشيرا إلى أنه لا يرغب في دخول ما وصفها بمواجهات عبثية مع الحوثيين. وظهر الحراك التهامي إبان اندلاع ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في العام التالي، ويتكون من نشطاء وسياسيين، ويدعو إلى استقلال محافظة الحديدة في إقليم واحد، وينادي بالمواطنة المتساوية وإنهاء ما يعتبره تهميشا من قبل السلطات للمحافظة. على صعيد آخر، قال مصدر محلي للجزيرة إن مسلحي جماعة الحوثي استولوا السبت على منزل اللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في شارع الخمسين بمحافظة الحديدة. وفي العاصمة صنعاء، عزز الحوثيون انتشارهم من خلال اللجان الشعبية، وانتشرت عناصر مسلحة مؤلفة من مقاتلي الجماعة وقبائل مناصرين لها داخل العاصمة وعلى المداخل الرئيسية منذ مساء الجمعة. يأتي ذلك بعد أن استهدفت جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الخميس تجمعا للحوثيين (وسط صنعاء) أسفر عن مقتل 51 وإصابة أكثر من مائة آخرين. مقتل جنديين وفي شأن ميداني آخر، أفاد مراسل الجزيرة في اليمن بمقتل جنديين وجرح ثلاثة آخرين السبت في انفجار عبوة ناسفة في حضرموت شرقي البلاد. وقال مدير مكتب الجزيرة في صنعاء سعيد ثابت إن العبوة الناسفة انفجرت في مديرية شبام بحضرموت لدى مرور دورية تابعة للواء 135 مشاة. وأضاف أن هذا الهجوم جاء بعد يومين من هجوم منسق لجماعة "أنصار الشريعة" على معسكر للجيش في مديرية العبر بحضرموت، مما أدى إلى مقتل عشرين جنديا وجرح عشرات. وأشار المراسل إلى أن الهجوم الجديد يأتي قبل أيام من احتفالات في المحافظات الجنوبية في ذكرى اندلاع الثورة على الاحتلال البريطاني في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1963، في ظل مخاوف من عمليات للقاعدة بتلك المحافظات. من جهة أخرى، جاب ناشطون وسياسيون شوارع صنعاء في ذكرى مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي. وقد اغتيل الحمدي الذي شهد عهده إنشاء التعاونيات وإقامة العديد من المشاريع الإستراتيجية الخدمية والحكومية، قبل يوم واحد من توجهه لعدن لبحث الوحدة اليمنية مع الرئيس سالم ربيع علي، ولا تزال ملابسات اغتياله غامضة حتى الآن. المصدر : الجزيرة وكالات