زار مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن “إسماعيل ولد الشيخ أحمد”، أمس طهران، بهدف التباحث مع المسئولين الإيرانيين بشأن الأوضاع في اليمن، حيث التقي ولد الشيخ أحمد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومساعده للشئون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان لمناقشة آخر التطورات في اليمن. زيارة فتحت الباب على مصرعيه للتساؤل إذا ما كان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد قادر على لعب دور إيجابي في وساطته بين الفرقاء في اليمن أم لا؟، لاسيما وأنه من المعروف أن ولد الشيخ تم اختياره من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مبعوثا أمميا إلى اليمن لعدة أسباب أهمها خبرته في الشأن اليمني، ومعرفته بالفصائل السياسية والقبلية والحزبية باليمن، بعد أن طالت سابقه “جمال بن عمر” شبهات حول تورطه في علاقات مع زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح. المفارقة هنا أن وجود إسماعيل ولد الشيخ في مهمته هذا لا يلقى ترحيباً من جانب أنصار الله، ففي مقابلة مع عضو المجلس السياسي في أنصار الله محمد البخيتي قال: للأسف فإن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ، شخصية غير نزيهة وسيرضخ للضغط والإغراءات، تصريح يثير الكثير من الشبهات حول علاقة ولد الشيخ بالسعودية، ويرى مراقبون بضرورة استبدال ولد الشيخ وتنحيته من مهمته، على خلفية استبدال جمال بن عمر عندما أحاطته الشبهات، حتى لا تظهر الأممالمتحدة بمظهر المنظمة التي تكيل بمكيالين. ويرى محللون أن مؤتمر جنيف في طريقه للفشل، لأن نجاحه يعتمد في المقام الأول على النوايا الحسنة، أضف إلى ذلك أن السلطات اليمنية تتمسك بأن تكون المباحثات من أجل الاتفاق على آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والذي يلزم أنصار الله وقوات الرئيس السابق بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة، وفي المقابل يتمسك أنصار الله بمبادئ مسقط التي تنص شكلاً على تنفيذ قرار مجلس الأمن لكن مضامينها تفرض قواعد جديدة لتسوية سياسية لا يكون الرئيس عبد ربه منصور هادي طرفا فيها، ولا يزال هناك حتى الآن الكثير من العوائق التي تواجه نجاح الحوار، فبغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر بين الأطراف اليمنية على شخص المبعوث الأممي لليمن، إلا أن هناك مشاكل كثيرة منها تعنت النظام السعودي وتدخله العسكري في اليمن كبديل عن أي حل سياسي، تعنت عكسته صفقة القنابل السعودية الأمريكية الأخيرة التي ستستخدمها السعودية في اليمن ما يؤكد استمرار السعودية في نهجها العدواني حيث أوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف أن صفقة الذخائر التي أعلن عنها مؤخراً بين الولاياتالمتحدة الأميركية والسعودية تأتي في إطار تعزيز القوات الجوية السعودية، قائلاً إن “امتلاك القوات الجوية لهذا النوع من الذخائر الموجهة والدقيقة سيزيد ويعزز بدوره من قدراتها في دقة الاستهداف في اليمن. وعلى ما يبدو أن استمرار حالة عدم الاستقرار التي يشهدها اليمن لا تزال تمثل مصلحة اقتصادية للعديد من الدول الغربية المؤثرة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، فالمنطقة تعد بالنسبة لهم سوقاً رائجاً للسلاح، وبالتالي فإيقاف الحرب في اليمن لا يمثل مصلحة اقتصادية للقوى المؤثرة بقدر ما يمثله استمرار الحرب، بالتالي حتى الآن الظروف غير مهيئة لنجاح الحوار.