أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي أن التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والنعرات الطائفية يتطلب وقفة جادة لمنعها، داعياً في كلمته أمام أعمال مؤتمر القمة الإسلامية ال13 في اسطنبول التي تختتم اليوم، إلى حماية جيل الشباب من الهجمة الإرهابية الشرسة، في وقت أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أن ظاهرة الطائفية البغيضة باتت عاملاً استغله من يسعى لإضعافنا وإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، داعياً إيران إلى العمل معنا لإزالة مظاهر التوتر وإقامة علاقات طبيعية مع جوارها العربي. وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في اسطنبول تحت عنوان «الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام» إن «واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معاً أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فساداً باسم الدين الذي هو منهم براء». وذكر خادم الحرمين: «خطونا خطوة جادة في هذا الاتجاه بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي يضم 39 دولة لتنسيق كافة الجهود من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية تتماشى كلها مع مبادئ المنظمة وأهدافها». وأضاف أن «ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي». وقال خادم الحرمين الشريفين «إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الأزمة السورية وفقاً لمقررات «جنيف1» وقرار مجلس الأمن 2254، ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية». وأضاف الملك سلمان: «في الشأن اليمني ندعم الجهود المبذولة من الأممالمتحدة لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216». أمير الكويت في السياق متصل، أكد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد أن ظاهرة الطائفية البغيضة «باتت عاملاً استغله من يسعى لإضعافنا وإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد»، داعياً إلى «تكريس روح المجتمع الواحد المتماسك الذي يعطي المساحة لكل أطيافه دون تفرقة أو إقصاء». وأضاف في كلمته أمام مؤتمر القمة «أن شعوبنا عانت وستعاني المزيد من التراجع لتفاقم تلك الظاهرة التي أخذت تهز وحدة شعوبنا وتبدد آمالنا في الوحدة والتماسك». وشدد على أن «معركتنا مع الإرهاب مضنية وطويلة ولكنها صلبة وإن رفضنا للتطرف والعنف قاطع وأولوية لنا على كل الأولويات». وحول العلاقة مع إيران رحب صباح الأحمد بكل جهد يهدف إلى تجنيب المنطقة مظاهر عدم الاستقرار. وأردف: «لعل ترحيبنا بالاتفاق الذي تم بين مجموعة 5 1 من جهة وإيران من جهة أخرى لدليل على ذلك النهج ومن هذا المنطلق فإننا ندعو الجارة المسلمة إيران إلى العمل معنا لإزالة مظاهر التوتر وإقامة علاقات طبيعية ترتكز على المواثيق والقوانين الدولية وتقوم على مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لنسهم جميعاً بتحقيق الأمن والاستقرار الذي تنشده شعوبنا». خدمة مصالح الأمة من جهته، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبد اللطيف بن راشد الزياني، عن تمنياته الخالصة بنجاح القمة بما يخدم مصالح الأمة الإسلامية، ويسهم في تعزيز التعاون الإسلامي، ويرسخ العلاقات بين شعوبها. وأشاد باستضافة الجمهورية التركية القمة الإسلامية، والتي تعبر عن مدى تضامن وتكاتف الدول الإسلامية، مؤكداً أهمية هذه القمة لحفظ الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ومنوهاً بالجهود الكبيرة التي بذلتها منظمة التعاون الإسلامي بقيادة الأمين العام الدكتور إياد أمين مدني، لإعداد جدول أعمال حافل بالقضايا المهمة في ظل الأوضاع والتحديات التي تواجه الدول الإسلامية. تجذر الإرهاب بدوره اعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي ترأست بلاده الدورة السابقة أن الإرهاب هو نتاج مشاكل عدة متراكمة على مستوى العالم، محذراً من أن اتساع الصراعات وتجذرها سيكون له تداعيات خطيرة. وأوضح خلال كلمته أن «النظام الدولي بات مُختلاً، لاسيما في عالمنا العربي والإسلامي، فمعظم الأزمات الطاحنة التي يروح ضحيتها الآلاف قائمة في النطاق الجغرافي لدولنا، كما أن الكثير من متطرفي وإرهابيي عصرنا هذا ينتمون مع الآسف إلى جنسيات دولنا». وذكر أنه خلال الشهور الأخيرة ظهرت مؤشرات على إدراك متجدد بأن استمرار اتساع الصراعات وتجذرها سيكون له تداعيات خطيرة تكاد تمثل تهديداً للجنس البشري. لقاء التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مقر انعقاد القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول أمس، رئيس جمهورية كازاخستان، نور سلطان نزار باييف. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة الإسلامية.