لعل البؤس والفقر والبطالة ومرض أسرته والسجن ظلما وضعف الوازع الديني وغياب التكافل الاجتماعي ، من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء أقدام الشاب الثلاثيني محمد حسن دماج من أهالي قرية الحجف عزلة العاقبة العليا بمديرية فرع العدين في محافظة إب ، على الانتحار شنقا داخل غرفته.. "محمد" يعد هو العائل الوحيد لأسرة مكونة من ثمانية أفراد معظمهم مصابين بالعاهات والأمراض النفسية والعصبية..!! فالأب والأم العجوزين طريحا الفراش منذ سنوات ، فيما الاخ الأكبر ناجي (40) عام مصاب بحالة نفسية لا يهدأ إلا بالحبوب ولديه (5) أطفال ثلاثة منهم مصابين بالعمى ، بينما الاخ الثاني عبده (35) عام عاجز عن العمل ، فيما مارش الأخ الثالث (30) عام ، مصاب بحالة نفسية ، اما الأخ الرابع عبدالله (27) عام فهو يعاني من إعاقة مستديمة ، فيما شعله (25) عام تعاني من شلل نصفي ، اما سمر (22) عام فهي في لا يحسد عليها ..!! أسرة منكوبة بهذا الحجم يعاني معظم أفرادها من أمراض نفسية وعصبية ، افتقدوا عائلهم الوحيد محمد الذي كان يعد يمثل القلب النابض وشريان الحياة لها ، كان يبذل قصار جهده ، لتوفير لقمة العيش وتوفير ثمن الدواؤدء باهض الثمن ، محاولا رسم الابتسامة وادخال السرور والسعادة عليهم ، بالكد والعمل ليلآ ونهارآ في مدينة عدن ، الذي غادرها بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها اليمن ، بدون اي تهمة سوء انه -كما قيل- (دحباشي)..!! "محمد" حاول العودة مجددا إلى مدينة عدن بعد أن ضاقت به وبأهله السبل ، وحل بهم من ضنك العيش والفقر والحاجة والمرض مالم يخطر على بال ، لكن بمجرد وصوله إلى أول نقطة بين إب والضالع، تم التحفظ عليه ومن ثم سجنه لعدة اشهر ..!! عاد "محمد" إلى قريته بعد أن تم الافرج عليه بضمانة ، حاملا لهم أسرته بأيدي فارغه ..!! "محمد" لم يستطع أن يرى ابوه وأمه وإخوانه وهم يتظورون من الجوع ، ويتوجعون من شتدت ألمهم من المرض ، وعجزهم عن نفع أنفسهم ..!! عندها لم يكن أمامه إلا الهروب من هذا العالم الكئيب المتوحش الذي ضاق به ..!! #وفي لحظة تسلل للشيطان إلى نفسه الضعيفة (بالإيمان) ، فقد استولى العجز عليه ، مقررا وضع حدا لحياته البائسة ، بوضع حبل الموت "شنقا" على رقبته مساء ليلة أمس ، في حين غفلة من أهله ، مورثا الغصة والحسرة والندامة لأسرته والأهالي منطقته ولأصحاب الضمائر الحيه من بعده ، وصورة مترهله بآليه في صندوق ذكرياته..