لم يعد يدرك المواطن في محافظة إب، وسط البلاد، بأن هناك عبارة يطلق عليها الأمن والاستقرار، وسط انتشار الجريمة وفوضى القتل والعبث بروح الإنسان، في ظل سيطرة مليشيا التمرد والانقلاب الحوثية على المحافظة منذ نهاية العام 2014م وحتى اليوم. الحديث عن العثور على جثة مواطن مقتولا، وآخر مجهول الهوية، والحديث عن الكثير من جرائم القتل أصبح هو المعتاد على لسان حال المواطنين في محافظة إب. هبوب عواصف الموت، في مدينة إب، بات الأمر الذي يشغل بال كل مواطن فيها، فرائحة الموت باتت تزكم أنوف الجميع في مدينة يغطي سماءها دخان القتل ويعطر جوها روائح الموت وتنصب في شوارعها خيم العزاء وعادة الأيادي حمل الجنائز فوق الأكتاف. تلك أحوال ما أضحت تعيشه مدينة إب اليوم - وفق حديث الآلاف من أبنائها - وأصبحت كل قرى المحافظة الخضراء تتخللها روائح الدماء وجثث الأجساد المقتولة وفوضى أمنية عارمة تشهدها لتفقد هذه المدينة أمانها واستقرارها وسكينة وأمن ساكنيها. "القتل كوجبة يومية في إب" تقرير أخير صادر عن المركز الإعلامي لمحافظة إب، رصد فيه العديد من جرائم القتل في المحافظة خلال الأسبوع الماضي. يقول التقرير، في محافظة إب، يحضر الموت كوجبة يومية تصاحب أبناء المحافظة مع كل وجبة يقتاتونها، وذلك منذ سيطرة مليشيا الحوثي الإنقلابية على المحافظة، قبل نحو أربع سنوات. خلال أسبوع من الآن - وفقا لما يذكر التقرير - سقط الكثير من القتلى والمصابين في حوادث منفصلة، شهدتها مركز المحافظة وعدد من مديرياتها، بعضها جرائم حوثية وأخرى أمنية وجنائية في ظل فوضى عارمة تجتاح المحافظة، الخاضعة لسيطرة الإنقلابيين. ووفقاً للإحصائيات فإن الحوادث تتوزع بين جرائم وانتهاكات حوثية، وجرائم قتل من جاني مجهول، وجرائم أمنية أخرى. جرائم حوثية يوضح التقرير "قتل مواطنين برصاص مسلحي مليشيا الحوثي الإنقلابية، في مديرية النادرة، الواقعة شرقي إب، في حاجز تفتيش مستحدث على طريق النادرة الضالع". وقالت مصادر محلية، إن المليشيا الحوثية قامت بقتل المواطن"عبدالكريم الجوفي" وتصفية نجل شقيقه" منصور الجوفي" في مستشفى يريم، بعد إصابته بطلق ناري في نقطة التفتيش يوم الجمعة. وفي مديرية فرع العدين، قتل ثلاثة مواطنين برصاص مليشيا الحوثي الإنقلابية من بينهم جريح، بعد اشتباكات مع الأهالي، على خلفية ابتزازهم بدفع إتاوات مالية على خلفية إطلاقهم رصاص في الأعراس. ذات الجريمة تكررت في العدين، حيث تم قتل شابين وأصيب آخرين في حملات ابتزازية للأهالي بحجة منع إطلاق الرصاص في الأعراس، وهي ذريعة لا أكثر بالنظر إلى الأعداد المرتفعة لأرقام الضحايا في مركز المحافظة وبقية المديريات التي تشهد تواجدً لأجهزة الأمن التابعة للحوثيين والتي لم تحرك ساكنا رغم سقوط عدد كبير من الضحايا. قتلى وجرحى برصاص مجهول وخلال الأسبوع الفائت، قال التقرير إنه رصد مقتل أربعة مواطنين وإصابة ثلاثة آخرين بحوادث متفرقة بينهم طفلة. وقالت مصادر محلية، إن سكاناً محليين، عثروا على ثلاثة جثثت لمواطنين في حوادث منفصلة، جنوب وغرب المدينة، في ظل فوضى أمنية تشهدها المحافظة الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين. وأفادت المصادر أن الأهالي عثور الأهالي على جثة قتيل في محمول السياني، وأخرى مفرق جبلة بالقرب من عمارة النظاري جنوبالمدينة، وثالثة في منطقة السبل بالقرب من عمارة الشاطر، غربي المدينة. وبحسب المصادر فقد تم نقل الجثث إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الأمومة للتعرف على هويتهم ومباشرة التحقيقات في الحادثتين. إلى ذلك قتل مواطن، برصاص طائش ناتج عن أفراح الأعراس، في مديرية المخادر، شمالي إب. وقالت مصادر طبية، إن الشاب، مرعي الوتر، من أهالي منطقة السحول، بمديرية المخادر، توفي في وقت سابق من الأسبوع الفائت في أحد المستشفيات، متأثراً بإصاباته من رصاصة طائشة، أصابته الليلة الماضية. وأكدت المصادر، أن إصابة "الوتر" كانت في رأسه، وباءت محاولات إنقاذه بالفشل، بعد أن تسبب الرصاصة بنزيف حاد وكسور في الجمجمة. في الوقت ذاته أصيب المواطن "صلاح أحمد صالح" بطلق ناري دون معرفة مصدر الإطلاق وسكنت في ظهره أثناء تواجده في جولة العدين وسط مدينة إب. وينتمي المواطن المصاب إلى مديرية حبيش شمال إب ونقل إلى مستشفى الثورة العام بمدينة إب لتلقي العلاج. وكانت الطفلة "أنفال عبدالله" نازحة من الحديدة قد أصيبت بطلق ناري مماثل قبل أيام وهي تنشر ملابسها في سطح منزلها، أدى إلى كسر في ساقها اليمنى. وتأتي هذه الحادثة ضمن عشرات الحوادث المشابهة والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء المحافظة بين قتيل وجريح في ظل فلتان أمني يضرب مختلف مديريات المحافظة. وتشهد محافظة إب فوضى أمنية عارمة، وانتشار واسع للجرائم الجنائية، وانتشار السلاح، في ظل عبث أمني تديره عصابات مليشيا الحوثي الإنقلابية في المحافظة وانتهاكات أمنية واسعة تطال المدنيين.
