تواصل مليشيا الحوثي حملات المداهمات والاختطافات لمواطنين تشك في ولائهم لخصومها لتقوم بالمقايضة بهم في صفقات تبادل الأسرى مقابل الإفراج عن أسرى حرب من عناصرها.. حملة الاختطافات التي تشنها مليشيا الحوثي مستمرة بوتيرة عالية، غالبا ما تطال أشخاصاً لا ناقة لهم ولا جمل في السياسة أو المقاومة، إذ يتم اختطافهم من منازلهم وأصبح الأمر بغرض اختطاف أكبر قدر ممكن من الأشخاص العاديين ونقلهم لصنعاء بشكل يومي ليتم مقايضتهم والإفراج عنهم كأسرى حرب ومناصرين لما تسميه الجماعة "العدوان" في عملية الإفراج عن المختطفين التي يتم الاتفاق عليها في المشاورات القادمة.. وقال الصحفي/ بسيم الجناني- في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- وسيبقى الكثير من المختطفين القابعين منذ سنوات في سجون الحوثي لاستخدامهم في إطار معركته وحربه الميدانية ضمن عمليات التبادل لقياداته التي تتم بوساطات قبلية بعيدة عن المفاوضات السياسية. مساء الجمعة الفائت، أفادت مصادر محلية في مدينة الحديدة بأن مليشيا الحوثي الإرهابية قامت بمداهمة عدة أحياء في مدينة الحديدة غربي البلاد. وأشارت المصادر بأن المليشيا داهمت منازل في محيط دار السلام وشارع غليل وقامت باختطاف 13 مواطناً من بينهم المواطن عيسى عقيل شقيق محمد عقيل الذي استهدفت المليشيا منزله بصاروخ كاتيوشا مساء الجمعة مما تسبب في استشهاد وإصابة 12 مدنياً. وأكد مواطنون في مدينة الحديدة بأن مليشيا الحوثي داهمت عدة منازل في شارع أروى وشارع شمسان وذلك بحثاً عن شعارات مؤيدة للمقاومة اليمنية. والثلاثاء الفائت، اختطفت مليشيا الحوثي نجلي قياديين في المؤتمر الشعبي العام بمديرية أرحب إحدى ضواحي صنعاء. وأكد مصدر محلي أن مليشيات الحوثي اختطفت “عدي” نجل الشيخ مجاهد الشيخ- عضو المجلس المحلي بمديرية أرحب- وهو أحد قيادات فرع المؤتمر، وكذلك إبراهيم نجل الشيخ محمد هادي النكعي أحد وجهاء المديرية وعضو قيادة فرع المؤتمر بأرحب. وأشار إلى أن مليشيات الحوثي ترصدت المختطفين في منطقة شراع بذات المديرية واقتادتهما إلى جهة مجهولة وتصاعد التوتر القبلي بالمنطقة في أعقاب عملية الاختطاف. وصعدت مليشيا الحوثي عمليات خطف الأطفال وأبناء الوجاهات واتخاذهم رهائن لاسيما الوجاهات المؤتمرية الرافضة حشد مجندين في الى جبهات الحوثيين. وفي 6 نوفمبر، من العام الجاري اقتحمت مليشيات الحوثي الانقلابية، مكتب شركة إنتاج إعلامي في صنعاء واختطفت مصورين اثنين واقتادتهما إلى جهة مجهولة. وأفادت مصادر متطابقة بأن الحوثيين اختطفوا مصور تلفزيون “الحرة” في اليمن محمد عيضة ومصور تلفزيون “العربية” فؤاد الخضر بعد اقتحام منزلهما في المدينة. ولا يزال نحو أربعة عشر صحافياً مختطفين لدى الحوثيين، ويقبعون في سجون خاضعة لسيطرة المليشيا في صنعاء. وفي سياق متصل، اقتحم الحوثيون في صنعاء مكتب “يمن ديجيتال” الذي ينتج مواد تلفزيونية لقنوات دولية عدة أبرزها “الحرة” و”بي بي سي” و”روسيا اليوم”. وقبل أيام قالت مصادر حقوقية، إن مليشيا الحوثي الانقلابية اختطفت الصحفي عصام القدسي من العاصمة صنعاء. وأوضح نبيل الأسيدي- عضو نقابة الصحفيين اليمنيين- أن المعلومات تشير إلى تعرض الناشط الإعلامي عصام القدسي، من قبل مسلحين يتبعون مليشيا الحوثي بالعاصمة صنعاء. ولفت إلى أن مصيره لا يزال مجهول، مشيرا إلى أنه اختطف بعد خروجه من مقر “وكالة الصحافة اليمنية”، التي يديرها الإعلامي الحوثي أسامه ساري. وتأتي حملات الاختطافات التي تشنها المليشيا في وقت يرى مراقبون أن تجاهل المجتمع الدولي للانتهاكات الحوثية شجعها على اختطاف المواطنين وإجبار الأطفال على المشاركة في القتال بالجبهات.. وذكرت إحدى الناشطات أنها أثناء التحقيق معهما تعرضت لممارسة أساليب للنيل من كرامتهما، وابتزاز أهلهما مقابل الإفراج عنهما. جاء ذلك، بعد وصول الناشطتين آزال على، وهاجر الشرفي المشاركتين في “ثورة الجياع” في سبتمبر الماضي بصنعاء إلى محافظة مأرب، واستماع محافظ مأرب اللواء/ سلطان العرادة، للانتهاكات التي تعرضا لها، بحسب وكالة سبأ الرسمية. وذكرتا أن مليشيا الحوثي اعتدت على المتظاهرات، اللاتي شاركن في ثورة الجياع بالسلاح والهراوات، وعملت على ملاحقة الناشطتين وقمعهما بوحشية مفرطة.وأوضحتا أن مليشيات نسائية تابعة للحوثيين، اقتحمت جامعة صنعاء واعتقلت أكثر من 100 ناشطة وطالبة، بعد أن هاجمت المشاركات بالعصي وأعقاب البنادق. وقالتا- بعد تمكنهما من الخروج من صنعاء:- “تعرضنا للضرب المبرح وتم اقتيادنا إلى أقسام الشرطة الخاضعة للمليشيا بقوة أطقم مسلحة تابعة لما يعرف ب”الزينبيات”، وهي مليشيات نسائية مسلحة، وأثناء التحقيق مارست المليشيا أساليب تكرس من خلالها النيل من كرامتنا”. وأضافتا: حاولت المليشيا تشويه سمعتهما وابتزاز أهلهما عند عملية الإفراج عنهما، بعد ضغوطات داخلية وخارجية، كما أخذت المليشيات تعهدات منهما بعدم القيام بأي أفعال أو أقوال رافضة لوجود الحوثيين أو انتقاد سلوكياتهم. وأشارتا إلى أن المليشيا تتصرف بوحشية لقمع أي حركة احتجاج، أو صوت مناهض أو من يرفض أعمالها الإجرامية، التي أوصلت الشعب إلى المجاعة بعد تدمير جميع مقدرات اليمن، ونهبها لمؤسسات الدولة والبنوك والمؤسسات وابتزاز المواطنين. في السياق ذاته، أكد المحافظ العرادة، أن ما تعرضت له النساء اللواتي خرجن في “ثورة الجياع” من انتهاكات حوثية يدينها كل صاحب خلق وإنسان، كما تكشف عن مدى تخوف المليشيا وهشاشتها من الرأي والأصوات المعارضة. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والنظر إلى الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بحق اليمنيين. من جهته، انتقد وزير الدولة بالحكومة اليمنية أمين العاصمة صنعاء اللواء/ عبدالغني جميل، أداء المجتمع الدولي تجاه جرائم مليشيا الحوثي الانقلابية بحق الأطفال وتجنيدهم في الحرب ضد الشعب اليمني. وقال جميل، خلال ندوة حقوقية نظمها مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة، في محافظة مأرب أن مليشيا الحوثي استغلت المؤسسات التربوية والتعليمية، وغيرت مناهجها بما يسهم بتجنيد الأطفال في صفوفها، وأن تجاهل المجتمع الدولي للانتهاكات الحوثية شجعها على اختطاف ذويهم والزج بهم بالجبهات. وفى سياق منفصل، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس أن العمل جار لتهيئة الظروف لجمع أطراف الأزمة اليمنية حول طاولة مفاوضات في السويد، مشيراً إلى أن اليمن يمر بمرحلة حرجة للغاية. وقال الأمين العام: “نحن في لحظة خطيرة للغاية فيما يتعلق باليمن، أعتقد أن هناك فرصة لنكون قادرين على بدء مفاوضات فعالة في السويد في أوائل ديسمبر”. وأكد غوتيريس، أن المبعوث الأممي، مارتن غريفثس، يقوم بجولة مكوكية في محاولة منه لتقريب وجهات النظر المختلفة، وسد الفجوات التي قد تتسرب منها أي عراقيل أو معوقات تمنع انعقاد جولة المباحثات، لكن كل تحركات المبعوث الأممي بمعزل عن الانتهاكات الحوثية.. وذكر متحدث مليشيا الحوثي محمد عبدالسلام، في بيان صحفي، أن زعيم المليشيا اشترط على المبعوث الأممي، خلال اللقاء، نقل جرحاهم للعلاج في الخارج وإعادتهم إلى صنعاء. كما اشترطت مليشيا الحوثي قيام الأممالمتحدة بحل سياسي شامل، وتجنبت الإشارة إلى خطوات بناء الثقة المتمثلة في الإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسريا، وكذلك انسحابها من مدينة وميناء الحديدة.
