قال تقرير أمريكي، إن الاستيلاء على عدن عاصمة اليمن المؤقتة من قبل مليشيات انفصالية، يهيئ الظروف لتوسيع الحرب الأهلية في اليمن والتي من شأنها أن تعزز من نفوذ القاعدة في شبه الجزيرة العربية بالإضافة لتقوية جماعة الحوثي التي تدعمها إيران. وأوضح التقرير الصادر عن مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد "اميركان انتربرايز" وترجمه "يمن شباب نت":أن حالة التشظي التي يشهدها اليمن منذ عام 2015، وهو اتجاه تفاقم بسبب الطريقة التي يتعامل بها التحالف الذي تقوده السعودية مع الفصائل اليمنية ودعمها، تقوض المصالح الأمريكية. وأضاف، أن الاستيلاء الانفصالي على عدن يعمق الانقسامات بين القوات اليمنية التي انحازت ظاهرياً ضد الحوثيين. كما يمكن أن يمنع قوات مكافحة الإرهاب اليمنية من مواصلة العمليات ضد القاعدة في جزيرة العرب. وأشار إلى أنه من غير المرجح أن تحل الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي خلافاتهما سلميا. وتابع التقرير: المجلس الانتقالي الجنوبي لا يمثل جميع الجنوبيين. فقد انتقد أعضاء الحراك الجنوبي تصرفاته في عدن. وربما تتتعمق الانقسامات بين الجنوبيين في جنوباليمن مع صراع مراكز القوة على مواقعهم. وأعتبر أن زعزعة الاستقرار في جنوباليمن من شأنه أن يؤثر سلباً على المكاسب التي حققتها الولاياتالمتحدة وشركاؤها في مكافحة الإرهاب ضد فرع القاعدة في اليمن، والذي يشكل أكثر الفروع التابعة لتنظيم القاعدة قسوة. وقال: سيؤدي الصراع في جنوباليمن إلى تشتيت القوات التي تقاتل ضد حركة الحوثيين، مما يتيح للحوثيين فرصة لتوسيع نفوذهم وتعزيزه في شمال ووسط اليمن. وأضاف، أن مثل هذه الخطوة ستجعل حركة الحوثيين في وضع أفضل لمهاجمة الملاحة الدولية حول مضيق باب المندب. وقد يقوم الحوثيون بشن ضربات إضافية مماثلة لهجوم 1 أغسطس في عدن في محاولة منها لإثارة مزيد من الاشتباكات بين القوات الجنوبية والقوات المتحالفة مع حكومة هادي. وأوضح أن استيلاء الانتقالي الجنوبي على عدن يبرز أوجه القصور في قرار الولاياتالمتحدة بشبه تعاقدها لحماية مصالحها في اليمن ما شركاء الخليج. إذ عزز الدعم الإماراتي للانتقالي الجنوبي المجلس وشجّعه حتى في الوقت الذي حافظت فيه الإمارات العربية المتحدة علانية على التزامها بالوحدة اليمنية وحكومة هادي. وحث التقرير الولاياتالمتحدة على الانخراط دبلوماسيًا وبسرعة شديدة لتحقيق أي أمل في تسهيل التوصل إلى حل تفاوضي لهذا الصراع. وقال، إن من المحتمل أن يتوسع الصراع في جنوباليمن، مما سيؤدي إلى كسر تحالف القوى التي كانت تمنع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من إعادة التشكل، والتي كانت تضغط على الحوثيين. وفيما يلي نص التقرير: انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي لم يكن حدثاً غير متوقع، فقد تشكل المجلس الانتقالي بدعم من الإمارات العربية المتحدة في مايو 2017، بهدف نهائي يتمثل في إعادة تشكيل دولة مستقلة في جنوباليمن.وقد قام الرئيس هادي بإقالة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي من منصبه السابق كمحافظ لعدن في أبريل 2017، مما دفع إلى تشكيل المجلس الانتقالي الذي شرع ببناء قدراته الإعلامية ثم تحول بعد ذلك إلى توسيع نفوذه في جنوب شرق اليمن. وأنشأ مكاتب له في المحافظاتالجنوبية في وقت لاحق من عام 2017. تحولت الاحتجاجات التي تزعمها الانتقالي الجنوبي في عدن في يناير 2018 إلى أعمال عنف، وسيطر أنصاره على جزء كبير من المدينة. بعدها تدخلت الإمارات والمملكة العربية السعودية وعرقلتا آنذاك الانتقالي الجنوبي عن الاستمرار أبعد من ذلك. منذ ذلك الحين تعزز الانتقالي الجنوبي من خلال سد ثغرات الحكم في جنوباليمن، والتي استمرت على الرغم من دعم التحالف الذي تقوده السعودية للحكومة اليمنية لمدة أربع سنوات. وحالياً يستعد الانتقالي الجنوبي للسيطرة على جنوباليمن. ساهم مزيج من العوامل في توقيت قرار الانتقالي الجنوبي الاستيلاء على عدن. فالإمارات العربية المتحدة، التي استخدمت نفوذها ودعمها العسكري للحفاظ على الفصائل اليمنية تحت المراقبة، قلصت نفوذها العسكري في اليمن أوائل صيف عام 2019. وعلى ذلك افترض الانتقالي الجنوبي بشكل صحيح أن تحول دولة الإمارات بعيداً عن القتال ضد الحوثيين في اليمن ' أزال القيود الإماراتية عليه, وأن الإمارات لن تتدخل ضده. من جديد تمت تهيئة الظروف لاندلاع الصراع بين الانتقالي الجنوبي والحكومة داخل الجنوب. ومن غير المرجح أن تحل الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي خلافاتهما سلميا. فبرغم استمرار اعتراف الانتقالي الجنوبي بالحكومة اليمنية الا أنه يطالب باستقالة حكومة الرئيس هادي بأكملها وبالسيطرة على عدن - وهو مطلب لن تقبله حكومة هادي. غير أن حكومة هادي ستكون أضعف بعد أن فقدت موطئ قدمها في الجنوب كما أنها تحافظ على تمثيل رمزي فقط لها في أجزاء من شمال ووسط اليمن. المجلس الانتقالي الجنوبي لا يمثل جميع اليمنيينالجنوبيين. فقد انتقد أعضاء الحراك الجنوبي تصرفاته في عدن. وربما تتتعمق الانقسامات بين الجنوبيين في جنوباليمن مع صراع مراكز القوة على مواقعهم. حيث أن تحالف أعضاء الحركة الجنوبية المناهضين للانتقالي الجنوبي وأعضاء الإصلاح وغيرهم ممن يسعون إلى منع سيطرة لانتقالي الجنوبي على جنوباليمن، ربما يلجأ إلى المعارضة المسلحة لمواجهة الانتقالي الجنوبي. إن زعزعة الاستقرار في جنوباليمن من شأنه أن يؤثر سلباً على المكاسب التي حققتها الولاياتالمتحدة وشركاؤها في مكافحة الإرهاب ضد فرع القاعدة في اليمن، والذي يشكل أكثر الفروع التابعة لتنظيم القاعدة قسوة. واستفادت القاعدة في جزيرة العرب من انزلاق اليمن في الحرب أهلية في عام 2015 لتوسيع معاقلها في جنوباليمن. وأدت عمليات مكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدةوالإمارات العربية المتحدة إلى تدهور القاعدة في جزيرة العرب بدرجة كبيرة منذ عام 2016. سيؤدي الصراع في جنوباليمن إلى تشتيت القوات التي تقاتل ضد حركة الحوثيين، مما يتيح للحوثيين فرصة لتوسيع نفوذهم وتعزيزه في شمال ووسط اليمن. حيث ربما تنتشر قوات المقاومة الوطنية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة بقيادة طارق صالح، ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، أو لواء العمالقة الجنوبيين، وهو قوة أخرى تدعمها الإمارات، وتنتقل من ساحل البحر الأحمر إلى جنوباليمن في حالة استمرار الصراع في الجنوب. مثل هذه الخطوة ستجعل حركة الحوثيين في ??وضع أفضل لمهاجمة الملاحة الدولية حول مضيق باب المندب. وقد يقوم الحوثيون بشن ضربات إضافية مماثلة لهجوم 1 أغسطس في عدن في محاولة منها لإثارة مزيد من الاشتباكات بين القوات الجنوبية والقوات المتحالفة مع حكومة هادي. ويبرز استيلاء الانتقالي الجنوبي على عدن أوجه القصور في قرار الولاياتالمتحدة بشبه تعاقدها لحماية مصالحها في اليمن ما شركاء الخليج. إذ عزز الدعم الإماراتي للانتقالي الجنوبي المجلس وشجّعه حتى في الوقت الذي حافظت فيه الإمارات العربية المتحدة علانية على التزامها بالوحدة اليمنية وحكومة هادي. حالياً: تحاول دولة الإمارات العربية المتحدة أن تنأى بنفسها عن أعمال الانتقالي الجنوبي في عدن وقد حثت على الهدوء. ومع ذلك، فإن بعض المسؤولين في حكومة الرئيس هادي ألقوا باللوم على الإمارات في الانقلاب في عدن، مما يؤكد انعدام الثقة العميق بين الحكومة اليمنيةوالإماراتيين. وتفتقر المملكة العربية السعودية إلى التأثير على أصحاب النفوذ في جنوباليمن الذين يمكنهم الحفاظ على دولة موحدة. سيتعين على الولاياتالمتحدة الانخراط دبلوماسيًا وبسرعة شديدة لتحقيق أي أمل في تسهيل التوصل إلى حل تفاوضي لهذا الصراع. وقد يتعين عليها تخصيص بعض الموارد العسكرية لجهود ذلك من اجل كسب النفوذ. ومن شبه المؤكد أن واشنطن لن تتخذ مثل هذه الخطوات ، وليس من الواضح بأي حال أنها ستكون ناجحة إذا ما جربتها. ومن المحتمل أن يتوسع الصراع في جنوباليمن ، مما سيؤدي إلى كسر تحالف القوى التي كانت تمنع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من إعادة التشكل , والتي كانت تضغط على الحوثيين . ولذلك يجب على الولاياتالمتحدة الاستعداد لتهديد إرهابي متجدد من جانب أحد أكثر الفروع التابعة للقاعدة عدوانية، وكذلك لتهديد موسع من العناصر الحوثية المدعومة من إيران على البحر الأحمر.