تتسع دائرة الصراع بين السلطات الشرعية ودولة الإمارات، التي تتهمها الأولى بقيادة انقلاب عسكري على الحكومة اليمنية في عدد من المدن الجنوبية (عدن، ابين)، عبر أذرعها المسلحة أو ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال، شمال اليمن عن جنوبه. دائرة الصراع امتدت من الأرض، وأروقة السياسية، إلى الساحة "الإعلامية ومواقع السوشيال ميديا"، وأسفرت في كثير من الأحيان عن سجال سعودي إماراتي على منصات التواصل الاجتماعي ما يعكس خلافاً حقيقياً بين الحلفاء في منظومة التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن. حملة إماراتية ممنهجة شملت وسائل الإعلام المرئية والصحفية والافتراضية، تستهدف رأس هرم الحكومة الشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس "عبدربه منصور هادي"، والقيادة في التحالف العربي " السعودية". الحملة اتضحت ملامحها مع إطلاق حكومة أبوظبي العنان لبعض أبواقها المأجورة يقودها مدير شرطة دبي المقال "ضاحي خلفان"، على منصات التواصل تعمدت الإساءة على الحكومة الشرعية وصلت مرحلة التطاول على المملكة العربية السعودية الاجتماعية. وبحسب خبراء في الشأن اليمن فإن، الحملة الإماراتية تسعى إلى تحقيق ما فشل فيه المتمردون الحوثيون، وتهدف إلى عزل الرئيس الشرعي لليمن "عبدربه منصور هادي" من السلطة. حملة إماراتية تسعى إلى تشويه صورة الرئيس هادي ونائبه الجنرال "علي محسن" وأكبر الأحزاب المؤيدة للحكومة الشرعية ممثلة في حزب التجمع اليمني للإصلاح. الحملة تهدف في المقام الأول إلى تحريض أبناء المناطق الجنوبية ضد الحكومة الشرعية والرئيس هادي وحزب التجمع اليمني للإصلاح، وأبناء المناطق الشمالية. إلى ذلك يرى كثير من المراقبين في الشأن اليمني، أن الحملة الإماراتية ليست بمعزل عن التفاهمات الأخيرة بين طهرانوأبوظبي، والتي استهدفت الحكومة الشرعية واستثنت المتمردين الحوثيين وحلفاءهم الإيرانيين، والقوات الشمالية في جنوباليمني التي لا تؤمن بالشرعية اليمنية ممثلة بقوات العميد الفار من صنعاء "طارق محمد صالح". الحملة تزامنت مع تلقي حلفاء الإمارات مليشيا الانتقالي الجنوبي أول ضربة عسكرية من قبل القوات الحكومية في محافظة شبوة النفطية جنوب شرقي اليمن. وفي وقت سابق من الجمعة، أعلنت القوات الحكومية السيطرة على مدينة عتق، عاصمة شبوة، بعد معارك عنيفة مع الانفصاليين المدعومين من أبوظبي، وتدمير عددا من الآليات العسكرية وإحكام قبضتها على معسكراتهم في غلاف المدينة. تأتي الحملة عقب التصعيد السياسي للحكومة الشرعية على حلفاء الإمارات والاتهامات المباشرة من قبلها ضد حكومة أبوظبي بدعم وتمويل انقلاب عدن وأبين وشبوة، واتخاذ بعض القرارات السياسية الحاسمة تجاه العبث الإماراتي في اليمن. هذا وغادر في وقت سابق من الجمعة وفد "الانتقالي الجنوبي" مدينة جدة السعودية عقب رفض الحكومة اليمني التفاوض مع حلفاء الإمارات. *سجال سعودي إماراتي كشفت الأحداث الأخيرة في العاصمة المؤقتة عدن، التي أزاحت الستار عن انقلاب عسكري إماراتي ضد السلطات الشرعية، أنه لا يستهدف الوجود الرمزي والمحدود للشرعية، بقدر ما يستهدف النفوذ السعودية وأمنها القومي ودورها العسكري كقائدة للتحالف العربي. هذا ما استنتجه الكاتب والاكاديمي السعودي/ سليمان العقيلي، من تغريدة لعميد إماراتي وجهها كرسالة للمملكة، وألحقها لبلاده، من باب السخرية. العقيلي تساءل في تغريدته "الأمر واضح… هل تريدون طرد النفوذ السعودي من اليمن كله؟". مضيفاً "يمن جنوبي تسيطرون عليه، يكرس يمنا شمالياً تسيطر عليه إيران!". وأوضح في التغريدة ذاتها "تريدون إسقاط الحكومة الشرعية (صديقة الرياض) لكي يتحقق هذا السيناريو، ولا يبقى في اليمن صديق للسعودية!؟ … هكذا الأمر واضح سجل يا تاريخ واشهد يا زمن". من جانبه كان مؤسس ورئيس لجنة العلاقات العامة الأمريكية السعودية "سابراك" شن هجوماً شديد اللهجة ضد "من كان وراء" ما حدث في عدن، متوعداً إياهم ب"خسارة فادحة جداً" نتيجة ما فعلوه. وقال سلمان الأنصاري- في تغريدة له في تويتر- "إن خلط الأوراق الذي حدث في عدنوجنوباليمن بلا تنسيق مع قيادة التحالف ما هو والله إلا خيانة صريحة مكتملة الأركان؛ وطعن حقيقي في الظهر؛ وسيخسر خسارة (فادحة جداً) كل من كان وراءه على المدى المتوسط والبعيد. وأضاف رئيس "سابراك" التي توصف ب"اللوبي السعودي" بواشنطن: "السعودية قد تسامح بحكمتها وعلو شأنها متى رأت ذلك؛ ولكنها (لا تنسى). وفي سياق الحملة الإماراتية على الحكومة اليمنية والمملكة السعودية التي يقودها "ضاحي خلفان"، قال الإعلامي سعودي منصور الخميس: "إن مدير شرطة دبي سابقا ضاحي خلفان يسيء للمملكة العربية السعودية". وأضاف الخميس- في سلسلة تغريدات له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"-: "لم يحترم ضاحي خلفان وجود الرئيس هادي في المملكة وفي ضيافة خادم الحرمين الشريفين". وتابع: "ولم يحترم ضاحي خلفان المملكة التي تدعم الشرعية وتقاتل معها لتحرير كامل اليمن من الحوثي". لم يحترم ضاحي خلفان وجود الرئيس هادي في المملكة وفي ضيافة خادم الحرمين الشريفين. ولم يحترم ضاحي خلفان المملكة التي تدعم الشرعية وتقاتل معها لتحرير كامل اليمن من المتمردين الحوثيين. #ضاحي_خلفان_يسيء_للمملكة *الرد الحكومي مع تجديد الحكومة اليمني، ليلة الجمعة، اتهامها للإمارات بتفجير الوضع عسكرياً بمحافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، ومهاجمة قواتها في عاصمتها عتق، بهدف السيطرة عليها. قال السفير اليمني لدى الأردن/ علي العمران، الجمعة، إن خطر الإمارات تجاوز خطر إيران في بلاده. وأضاف الدبلوماسي- في تغريدة على حسابه على تويتر- بأن أحداً لم يكن يتوقع هذا حتى في أسوأ الكوابيس. وبحسب السفير العمراني فإن كل اليمنيين يدركون، ذلك، حتى أولئك الذين ربطتهم الإمارات بمصالح شخصية لشراء سكوتهم أو ولاءهم. وأردف بالقول: "نشعر بأسف عميق عندما نتكلم هكذا عن أشقاء".
