تظاهر مئات المواطنين في مدينة تعز وذلك للمطالبة بإقالة قيادات السلطة المحلية، وضبط الأمن، وتوفير الخدمات، وعلاج الجرحى وصرف رواتب عمال النظافة والموظفين المدنيين. وانطلقت التظاهرة من جولة العواضي إلى أمام المقر المؤقت للمحافظة، وردد المتظاهرون هتافات مناوئة لقيادات السلطة المحلية، ومنددة بالفساد المستشري في المؤسسات، وانعدام خدمات الماء والكهرباء. وطالب المتظاهرون بإقالة قيادات السلطة، ابتداءً من المحافظ نبيل شمسان المقيم في القاهرة منذ تعيينه محافظاً للمحافظة، وبقية وكلاء المحافظة، بالإضافة إلى مدراء عموم المكاتب. ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات تندد بالفساد في مؤسسات الدولة، ونهب الإيرادات الحكومية، وتدعو إلى إنهاء المحاصصة الحزبية باعتبارها المدخل الرئيسي لاستمرار داء الفساد، وتعطيل المؤسسات، وغياب الخدمات. على ذات الصعيد تعهد وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبدالقوي المخلافي، بمحاربة الفساد وتجفيف منابعه والتكسب غير المشروع في المحافظة بما يمتلك من صلاحيات محدودة. وثمن الوكيل المخلافي في بيان له على صفحته بالفيسبوك، الروح السلمية العالية، لجرحانا الأبطال، وللشباب الذين خرجوا للتعبير عن استيائهم تجاه الاختلالات والفساد وحالة العجز والقصور القائم في عدد من مؤسسات السلطة. واعترف المخلافي بوجود فساد قائلا: "لا نستطيع ولا يمكننا نفي أو تجاهل هذه الاختلالات والفساد، ونعمل كل ما بوسعنا لتجاوزها في ظل وضع شديد التعقيد نتيجة لعدم استقرار السلطة المركزية". وأضاف: "التزامنا بمحاربة الفساد، وتجفيف منابعه، هو التزام أخلاقي ووطني، جئنا إلى هذه الكراسي من رحم الشعب ومعاناته وعبر مسيرة كفاح وتضحيات طويلة ومكلفة". وتابع:" بطوننا نظيفة وستظل نظيفة، لم ولن نخون تطلعات شبابنا". وقال المخلافي: شخصيا أعمل كل ما بوسعي وبما امتلك من صلاحيات وسلطة محدودة تمنحها طبيعة قراري كوكيل أول للمحافظة، من أجل بناء المؤسسات وتحسين الخدمات، ومكافحة الفساد والانحرافات واستغلال البعض لمناصبهم من أجل التكسب والإثراء غير المشروع. يشار إلى أن محافظ تعز نبيل شمسان لم يتواجد في المدينة منذ تعيينه مطلع العام الجاري، سوى أسابيع قليلة، قبل أن يغادر إلى مقر إقامته في العاصمة المصرية القاهرة، وسط مطالبات بإقالته وتعيين محافظا أخر وخلال الآونة الأخيرة تصاعدت الأصوات المنددة لانفلات الأمن وغياب الخدمات وانتشار الفساد وتزايد الصراعات.