كيف سنتعامل مع تقنية الفار عندما تدخل حيز التنفيذ في الدور الثاني من الدوري هذا الموسم؟ قبل الإجابة دعونا نطير إلى البيرمييرليج، ففي الدقيقة 71 من مباراة مانشستر سيتي وكريستال بالاس احتسب الحكم ضربة جزاء لمانشستر سيتي، عندما مرر جواو كانسيلو كرة عرضية من الناحية اليمني لتلمس الكرة يد خايرو ريديفالد داخل منطقة الجزاء، ولكن الحكم عاد لتقنية (فار) وألغي قراره وطالب باستئناف اللعب. وفي مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد سجل فيرمينيو هدفا عندما لعبت كرة طولية داخل منطقة جزاء مانشستر يونايتد؛ حيث التحم فان دايك مع حارس مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا لتتهيأ الكرة إلى فيرمينيو الذي قابلها بتسديدة رائعة إلى داخل المرمي قبل أن يلغي الحكم الهدف واحتساب ركلة حرة لدي خيا. الفار له قرارات أسبوعية حاسمة ومهمة في الدوري الإنجليزي؛ حيث يلغي أهدافا احتسبها الحكام ويلغي ضربات جزاء احتسبها الحكام.. وكان مشهد اعتراض فريق مانشستر يونايتد كله تقريبا علي هدف فيرمينيو مخيفا.. وهو ليس مخيفا للإنجليز ولكنه مخيف لنا.. فإذا كان لاعبو التقاليد والالتزام بالقانون وبقرارات الحكم يعترضون بهذه الصورة فكيف ستكون صورة الاعتراض في ملاعبنا؟ أكرر أنني لا أعترض علي تقنية الفار وعلي استخدامها في ملاعبنا، فالتكنولوجيا تسبقنا وعلينا اللحاق بها بغض النظر عن رأي البعض في العالم كله برفض تلك التكنولوجيا وخصوصا تقنية الفار التي تثير غضب مدربين ولاعبين وإداريين. هل يقرر الحكم اللجوء للفار بناء على اعتراض اللاعبين؟ هل يلجأ الحكم للفار بناء على طلب من مدرب أو نادٍ أو مدير كرة؟ لو كان الأمر كذلك فهذا خطأ جسيم في بروتوكول الفار. فالمفهوم أو الذي كان مفهوما لدينا أن الفار يتدخل حين يقرر الحكم بنفسه اللجوء إليه أو إذا توقف اللعب بناء على قرار الحكم باحتساب ركلة جزاء.. وهنا يتحدث طاقم الحكيم مع حكم الملعب لاطلاعه بدرجة الخطأ وبصحة القرار. وأحذر من أن يصبح المجال مفتوحا أمام اللاعبين والمدربين والإداريين باستدعاء تقنية الفار حسب المزاج ووفقا للقرار الذي لا يتوافق مع نتيجة المباراة أو قناعة اللاعبين والمدربين والإداريين.. فنحن نقبل بذلك علي نفس الإعتراضات والأخطاء والغضب والاحتجاج الذي يمارسه الجميع بدون تقنية الفار ويزيد الأمر باستخدام تقنية الفار. أكرر أيضا أننا بحاجة إلي دروس واضحة للاعبين والمدربين والإداريين ومجالس الإدارات كي يعلمون متى يجوز اللجوء للفار ومتى يمكن لحكم الوسط اللجوء إلى الفار، فما زال مشهد اعتراض لاعبي يونايتد علي الحكم الذي احتسب هدف فيرمينيو ثم تراجع عنه بعد تدخل طاقم الفار، ولو تكررت مثل تلك المشاهد في ملاعبنا فإني أبشركم بأن الوقت بدل الضائع في مباريات الدوري في الدور الثاني قد تصل إلي نصف الساعة وربما تستغرق المباراة وقتا أطول مما يعني حتمية رفع لياقة اللاعبين استعدادا لمباريات قد تستغرق 120 دقيقة بسبب الاعتراض وتوقف اللعب للنقاش، وتوقف اللعب للجوء للفار، ثم توقف اللعب للاعتراض على قرار الفار، ثم توقف اللعب للاعتراض على قرار الحكم بالموافقة على قرار الفار..! أبشركم بدور ثانٍ ساخن.. وبحالات دوار من الفوضى التي قد نشهدها.. أسأل الله مخلصا أن يخيب ظني..! *نقلا عن جريدة الشروق المصرية