قال معهد أميركي إن حكم المتمردين الحوثيين لشمال اليمن حيث غالبية السكان, والمستمر منذ خمس سنوات، اتسم بسمات عديدة أبرزها "القمع والترهيب وإنشاء شبكات المحسوبية، والتلاعب بالإغاثة الدولية، وحرف مسارها من الوصول إلى فقراء اليمن البائسين. وأوضح معهد "ذا أميركان انتربرايز" الأميركي- في تقرير أعدته الباحثة الشهيرة كاثرين زيمرمان- أن الحوثيين, وبعد القضاء على"صالح" منافسهم السياسي الرئيس في عام 2017؛ شنوا مزيدًا من القمع على المعارضة بالترهيب والاحتجاز والتعذيب والإخفاء القسري والاغتيالات. ولفت إلى أن الحوثيين اتبعوا نهج الرئيس السابق صالح، من خلال إنشاء شبكات المحسوبية داخل الوزارات، والوكالات الحكومية الخاضعة لسيطرتهم بالإضافة لإثراء أنفسهم. وبحسب التقرير، فإن المسألة الأكثر فجاجة تمثلت في قيام هيئة تنسيق المساعدات التي أنشئها الحوثي في صنعاء بالتلاعب بموارد المساعدة الدولية المخصصة لليمنيين اليائسين وحرفها عن الوصول إليهم. في سياق أخر، أكد المعهد الأميركي، أن الحوثيين اقتربوا أكثر من إيران، التي اعترفت بسفير الحوثيين لديها, الصيف الماضي، ولاتزال تبقي مستشاري الحرس الثوري الإيراني في العاصمة صنعا۽. كما أكد بأن تهديد الحوثيين للأمن البحري وسيادة الشركاء الخليجيين" أمر غير مقبول" بالنسبة للولايات المتحدة، كما هو الحال بالنسبة للوجود الإيراني، محذراً من أنهم الآن باتوا أصحاب اليد الطولى في الصراع. أشاد التقرير بالتعليق الجزئي للوكالة الأميركية للتنمية الدولية لبرامجها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بالإضافة لضغوط وزارة الخارجية على الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية لتحذو حذوها, معتبراً بأن ذلك يمثل" خطوة إيجابية". ونصح الولاياتالمتحدة باستخدام الضغط الدبلوماسي والسياسي لصياغة نهج السعودية والحكومة اليمنية لمنعهما من تقريب الحوثيين من إيران. وقال إنه "يجب على الولاياتالمتحدة قيادة الجهود للتفاوض على تسويات شاملة لتقليل الصراعات، خاصةً حيث تتواجد القاعدة والدولة الإسلامية، لأن هذه الجماعات تتقوى في ظل تلك النزاعات". وأختتم التقرير بالتأكيد على أنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تتوقف عن كونها متفرجًا وأن تدرك أن أفضل طريقة لتأمين مصالحها الأمنية القومية تتمثل بالمساعدة في حل المعضلات الكامنة وراء الصراعات الرئيسية في اليمن: وهي تقسيم السلطة والموارد في البلاد في المستقبل.